للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أو) أتلف ما في الإنسان منه (اثنان أو أكثر فكذلك) ففيه الدية كاملة، (وفي أحد ذلك نسبته منها) كالعينين ولو مع حول أو عمش (١)، وسواء الصغيرتان والكبيرتان لعموم حديث عمرو بن حزم، ومع بياض بالعينين أو بأحدهما ينقص البصر تنقص الدية بقدره، وكالأذنين، قضى به عمر وعلي (٢)، وكالشفتين إذا استوعبتا وفي البعض بقسطه من ديتها بقدر الآخر، وكاللحيين وهما العظمان اللذان فيهما الأسنان؛ لأن فيهما نفعا وجمالا وليس في البدن مثلهما، وكثندوتي رجل -بالثاء المثلثة- وهما له بمنزلة ثديي المرأة، فإن ضممت الأول همزته، وإن فتحته لم تهمز فالواحدة مع الهمزة فعللة ومع الفتح فعلوة (٣)، وكأنثييه ففيهما الدية وفي إحداهما نصفها، وكثديي أنثى وإسكتيها بكسر الهمزة وفتحها وهما شفراها أي حافتا فرجها ففيهما الدية؛ لأن


= ذكر كتبة المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-، كتاب التاريخ برقم (٦٥٥٩) الإحسان ١٤/ ٥٠٧، والحاكم، باب زكاة الذهب، كتاب الزكاة، المستدرك ١/ ٣٩٧، والبيهقي، مفرقا في: باب دية الأنف، وباب دية اللسان، وباب دية الذكر والأنثيين، كتاب الديات، السنن الكبرى ٨/ ٨٧ - ٨٩، ٩٧. وحديث عمرو بن حزم تقدم الكلام عليه، وهذا جزء منه.
(١) العمش في العين: ضعف الرؤية مع سيلان دمعها في أكثر أوقاتها.
ينظر: معجم مقاييس اللغة ٤/ ١٤٣، ولسان العرب ٦/ ٣٢٠، ومختار الصحاح ص ٤٥٥.
(٢) أخرجه عبد الرزاق برقم (١٧٣٨٩، ١٧٣٩٥) المصنف ٩/ ٣٢٣ - ٣٢٤، وابن أبي شيبة، برقم (٦٨٨٦، ٦٨٩٠) الكتاب المصنف ٩/ ١٥٣ - ١٥٤، وابن حزم في المحلى ١٠/ ٤٤٨، والبيهقي في السنن الكبرى ٨/ ٨٥.
(٣) ينظر: معجم مقاييس اللغة ١/ ٣٧٣، ولسان العرب ١٤/ ١١٠، ومختار الصحاح ص ٨٣.