للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أهل النهروان (١) فلم ينكره أحد، ومتى اختل شرط من ذلك فهم قطاع طريق.

ونصب الإِمام فرض كفاية لحاجة الناس إلى ذلك لحماية البيضة والذب عن الحوزة وإقامة الحدود واستيفاء الحقوق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

(فيلزمه) أي الإِمام (مراسلتهم) أي البغاة لأنها طريق إلى الصلح ورجوعهم إلى الحق، وروي أن عليًا راسل أهل البصرة قبل وقعة الجمل (٢) ولما اعتزلته الحرورية (٣) بعث إليهم عبد اللَّه بن عباس فواضعوه كتاب اللَّه ثلاثة أيام، فرجع منهم أربعة


(١) أخرجه ابن أبي شيبة برقم (١٩٧٦٠) الكتاب المصنف ١٥/ ٣١٧ - ٣١٩، من طريق حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل في حديث طويل، وفيه: مقاتلة علي للخوارج بالنهروان، وبهذا الإسناد أورده الهيثمي بطوله في مجمع الزوائد ٦/ ٢٣٧ - ٢٣٨، وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح". ومن طرق أخرى أخرجه الدارقطني في سننه ٣/ ١٣٢، والبيهقي في السنن الكبرى ٨/ ١٨٢ - ١٨٣.
النهروان: في العراق، كورة واسعة أسفل بغداد، وكان بها وقعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب مع الخوارج.
ينظر: معجم البلدان ٥/ ٣٢٤ - ٣٢٧، ومراصد الأطلاع ٣/ ١٤٠٧، ومعجم ما استعجم ٣/ ١٣٣٦.
(٢) موضع قرب الكوفة. ينظر: معجم البلدان ١/ ١٦٣، ومراصد الأطلاع ١/ ٣٤٦ - ٣٤٧.
(٣) الحرورية: نسبة إلى حروراء، قرية بظاهر الكوفة، وقيل: موضع على ميلين منها، اجتمع فيها الخوارج الذين خالفوا عليًا فنسبوا إليها، وقيل في اشتقاقها -أي الحروراء: من الريح الحرور، وهي الحارة، وهي بالليل كالسموم بالنهار.
ينظر: معجم البلدان ٢/ ٢٤٥، ومراصد الأطلاع ١/ ٣٩٤.