للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

آلاف (١)، (و) يلزمه (إزالة ما يدعونه من شبهة) ليرجعوا إلى الحق، (و) إزالة ما يدعونه من (مظلمة)؛ لأنه وسيلة للصلح المأمور به لقوله تعالى: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}، فإن نقموا مما لا يحل فعله أزاله، وإن نقموا ما يحل فعله لالتباس الأمر فيه عليهم فاعتقدوا مخالفته للحق بين لهم دليله وأظهر لهم وجهه، لبعث علي ابن عباس للخوارج لما تظاهروا بالعبادة والخشوع وحمل المصاحف في أعناقهم يسألهم عن سبب خروجهم، وبين لهم الحجة التي تمسكوا بها في قصة مشهورة (٢).

(فإن فاؤوا) أي رجعوا عن البغي وطلب القتال تركهم (وإلا) يفيئوا (قاتلهم قادر) لقوله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (٣)، ويجب على رعيته معونته لقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْر


(١) أخرجه الإِمام أحمد برقم (٦٥٨) المسند ١/ ١٣٨ - ١٤٠، والحاكم في المستدرك ٢/ ١٥٢ - ١٥٤، والبيهقي في السنن الكبرى ٨/ ١٧٩ - ١٨٠، من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم عن عبد اللَّه بن شداد بن الهاد في حديث طويل، وفيه: (أن عليًا لما أن كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس، فنزلوا أرضًا من جانب الكوفة يقال لها حروراء، وإنهم أنكروا عليه. . . فبعث إليهم علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- عبد اللَّه بن عباس -رضي اللَّه عنهما-. . . فواضعوه على كتاب اللَّه ثلاثة أيام، فرجع منهم أربعة آلاف كلهم تائب. . .) الأثر، قال عنه الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.
(٢) هي التي سبق ذكرها آنفًا.
(٣) سورة الحجرات من الآية (٩).