للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علي في من ضرب وجه ثور بالسيف: "تلك ذكاة" (١)، وأفتى بأكلها عمران بن حصين (٢) ولا مخالف لهما، ولأنه اجتمع قطع ما لا تبقى معه الحياة مع الذبح.

وحيوان مُلْتَوٍ عنقه كمَعْجُوْز عنه.

وما أصابه سبب الموت من حيوانٍ مَأكولٍ من مُنْخَنِقَةٍ ومَوْقُوْذَةٍ ومُتَرَدِّيَةٍ ونَطِيْحَةٍ وأكِيْلَةِ سبع ومريضة، وما صيد بشبكة أو شَرَكة أو أحبولة أو فخّ ولو وصل إلى حد لا يعيش معه فذكاه وحياته تمكن زيادتها على حركة مذبوح حل ولو مع عدم تحركه بنحو يد، لقوله تعالى: {إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ} (٣) مع أن ما تقدم ذكره أسباب للموت، والاحتياط أن لا يؤكل ما ذبح من ذلك إلا مع تحركه ولو بيد أو رجل أو طرف عين أو تحرك ذنب وضرب الأرض به.

وما قطع حلقومه أو أبِيْنَتْ حشوته مما لا يبقى معه حياة فوجود حياته كعدمها فلا يحل بذكاةٍ.

(و) الشرط الرابع: (قَوْلُ بِسْمِ اللَّه عِنْدَ تَحْرِيْكِ يَدِهِ) بذبح لقوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ} (٤)، والفِسْقُ


(١) أخرجه بنحوه عبد الرزاق برقم (٨٤٧٩) المصنف ٤/ ٤٦٥، وابن أبي شيبة، الكتاب المصنف ٥/ ٣٨٦ - ٣٨٧.
(٢) لم أقف عليه مسندًا، وذكره ابن قدامة في المغني ١٣/ ٣٠٨.
(٣) سورة المائدة من الآية (٣).
(٤) سورة الأنعام من الآية (١٢١).