كتاب الفوائد المنتخبات في شرح أخصر المختصرات

(كتاب الحدود) - باب الأيمان - ج: 4 - ص: 998

و (تَحرُمُ) اليمين (بغيرِ) ذات (اللَّهِ، أَوْ) بغير (صِفَةِ مِنْ صِفَاتِهِ) تعالى، (أَوْ) بغير (القرآن) لحديث ابن عمر: "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سمع عمر يحلف بأبيه فقال: إن اللَّه ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفًا فليحلف باللَّه أو ليصمت" متفق عليه (١)، وعن ابن عمر مرفوعًا: "من حلف بغير اللَّه فقد كفر أو أشرك" رواه الترمذي وحسّنه (٢)، وهو على التغليظ، ولا كفارة في الحلف بغير اللَّه ولو حنث؛ لأنها وجبت في الحلف باللَّه تعالى وصفاته صيانة لأسمائه تعالى، وغيره لا يساويه في ذلك، واليمين الموجبة للكفارة بشرط الحنث هي التي باسم اللَّه تعالى الذي لا يسمى به غيره كقوله: واللَّه أو والرحمن، لقوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ

---

(١) أخرجه البخاري، باب لا تحلفوا بآبائكم، كتاب الأيمان والنذور برقم (٦٦٤٦) صحيح البخاري ٨/ ١١١، ومسلم، باب النهي عن الحلف بغير اللَّه تعالى، كتاب الأيمان برقم (١٦٤٦) صحيح مسلم ٣/ ١٢٦٧.
(٢) أخرجه الترمذي، باب ما جاء في كراهية الحلف بغير اللَّه، كتاب النذور والأيمان برقم (١٥٣٥) الجامع الصحيح ٤/ ٩٣ - ٩٤، وأبو داود، باب في كراهية الحلف بالآباء، كتاب الأيمان والنذور برقم (٣٢٥١) سنن أبي داود ٣/ ٢٢٣، وأحمد برقم (٦٠٣٦) المسند ٢/ ٢٧٨، والحاكم، باب تسبيح ديك رجلاه في الأرض وعنقه تحت العرش، كتاب الأيمان والنذور، المستدرك ٤/ ٢٩٧، والبيهقي، باب كراهية الحلف بغير اللَّه عز وجل، كتاب الأيمان، السنن الكبرى ١٠/ ٢٩، والحديت حسّنه الترمذي، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وأعله البيهقي بالانقطاع، وصحّحه الألباني في الإرواء ٨/ ١٨٩ لطرقه الأخرى.