للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعمل به عمر بين يدي أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (١)، فلذلك اختاره إمامنا، وجوز الاستفتاح بغيره مما ورد.

ومعنى قول: سبحانك: أي تنزيهًا لك عما لا يليق بك من الرذائل والنقائص. ومعنى اللهم: يا اللَّه، حذفت ياء النداء، وعوض عنها الميم. وبحمدك: أي: وبحمدك سبحتك. وتبارك اسمك: أي كثرت بركاتك، وهو مختص به تعالى، ولذلك لم يتصرف [منه مستقبل، ولا اسم فاعل] (٢)، وتعالى جدك: أي: ارتفع قدرك وعظم. وقال الحسن: الجد: الغنى (٣)، فيكون المعنى ارتفع غناك عن أن يساوي غنى أحدٍ من خلقك. ولا إله غيرك: أي: لا إله يستحق أن يُعبد وتُرجى رحمته وتُخاف سطوته غيرك.

(ثم يستعيذ) فيقول: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، لقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨)} (٤) أي: إذا أردت القراءة. وتحصل الاستعاذة بكل ما أدى معناها، لكن ما ذكرناه أولى، ومعنى أعوذ: ألجأ (٥). والشيطان اسم لكل متمرِّدٍ عاتٍ (٦).


(١) مسلم، كتاب الصلاة (١/ ٢٩٩) غير أنه لم يصرح أنه قاله في الاستفتاح. وأخرجه الدراقطني في "السنن" (١/ ٢٩٩، ٣٠٠) من أوجه، وفيه التصريح بأنه قاله قي الاستفتاح. وقال: هذا صحيح عن عمر. اهـ وقال الحاكم (١/ ٢٣٥): وقد صحت الرواية فيه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- أنه كان يقوله اهـ قال الذهبي في "التلخيص": وصح عن عمر أنه كان يقوله إذا افتتح الصلاة. رواه الأسود عنه، وقد أخطأ من رفعه عنه. اهـ وينظر: "المجموع" للنووي (٣/ ٣٢٠).
(٢) في الأصل: "لم يتصرف ومنه مضارع والاسم فاعل" والتصحيح من "شرح منتهى الإرادات" (١/ ١٧٧)، و"معونة أولي النهى" (١/ ٦٩٤).
(٣) ابن جرير الطبري في "تفسيره" (٢٩/ ١٠٤).
(٤) سورة النحل، الآية: ٩٨.
(٥) "المطلع" (ص ٧١).
(٦) "المطلع" (ص ٧٢).