للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وفيها) أي الفاتحة (إحدى عشرة تشديدة) أولها: اللام في اللَّه، وآخرها: تشديدتا الضَّالين، ويكره الإفراط في التشديد والمد. وإن ترك غير مأموم واحدة من تشديداتها لزمه استئناف الفاتحة لتركه حرفًا منها، لأن الحرف المشدد أقيم مقام حرفين، هذا إذا فات محلها وبَعُدَ عنه، بحيث يُخِلُّ بالموالاة، أما لو كان قريبًا منه، فأعاد الكلمة، أجزأه ذلك، كمن نطق بالكلمة على غير الصواب ثم أتى بها على وجهه. وإن ليَّنها ولم يحققها على الكمال، فلا إعادة، وإن ترك ترتيبها عمدًا أو سهوًا، لزمه استئنافها، لأن ترك الترتيب مخل بالإعجاز، أو قطعها بسكوت طويل، أو ذكرِ دعاءٍ غير مشروع، أو قرآنٍ كثير، لزمه استئنافها إن عمد ذلك، فلو كان سهوًا عفي عن ذلك.

(وإذا فرغ) من الفاتحة (قال آمين) بفتح الهمزة مع المد في الأشهر، ويجوز القصر والإمالة، وهي اسم فعل بمعنى استجب، وقيل: هي اسم من أسمائه تعالى، وهي مبنية على الفتح كـ "ليت" وتسكن عند الوقف (١). فلو شدد ميمها بطلت صلاته، لأنها تفسير كلامًا أجنبيًّا فيبطلها عمده وسهوه وجهله، مع أن بعضهم (٢) حكاه لغة فيها.

(يجهر بها) أي بآمين (إمام ومأموم معًا) استحبابًا، لحديث أبي هريرة مرفوعًا: "إذا أمن الإمام فأمنوا، فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له". متفق عليه (٣). ولعطاء (٤): كنت أسمع الأئمة ابن الزبير ومن بعده يقولون: آمين. ومن خلفهم، حتى إن للمسجد للجة. رواه الشافعي


(١) "المطلع" (ص ٧٤)، و"الزاهر في معاني كلمات الناس" لابن الأنباري (١/ ١٦١)، و"الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" للأزهري (ص ٦٧)، و"النهاية" (١/ ٧٢).
(٢) كالقاضي عياض وغيره. ذكره في "المطلع" (ص ٧٤).
(٣) البخاري، كتاب الأذان، باب جهر الإمام بالتأمين (١/ ١٩٠)، ومسلم، كتاب الصلاة (١/ ٣٠٧).
(٤) كذا بالأصل. وفي "شرح المنتهى" (١/ ١٧٩): استحبابًا لقول عطاء.