للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

"الإنصاف" (١): "وهو المذهب". لقوله تعالى: {وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} (٢)، وخص القلب بالإثم؛ لأنه محل العلم بها، ويجبان إذا دعي إليهما لدون مسافة قصر (مع القدرة) على التحمل أو الأداء (بلا ضرر) يلحقه، فإن كان عليه ضرر في التحمل أو الأداء في بدنه أو ماله أو أهله، أو كان ممن لا يقبل الحاكم شهادته، أو يحتاج إلى التبذل في التزكية لم يلزمه لقوله تعالى: {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} (٣)، ولأنه لا يلزمه ضر نفسه بنفع غيره، وإن كان الحاكم غير عدل فقال أحمد: "كيف أشهد عند رجل ليس عدلا" (٤). وروى الطبراني عن أبي هريرة مرفوعا: "يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فسقة، وقضاة خونة، وفقهاء كذبة، فمن أدرك منكم ذلك الزمان فلا يكون لهم كاتبا، ولا عريفا، ولا شرطيا" (٥) فلو أدى شاهد وأبى الآخر وقال: احلف بدلي


(١) ٢٩/ ٢٥٢.
(٢) سورة البقرة من الآية (٢٨٣).
(٣) سورة البقرة من الآية (٢٨٢).
(٤) ينظر: كتاب الفروع ٦/ ٥٤٩، والإنصاف ٢٩/ ٢٥٣، وشرح منتهى الإرادات ٣/ ٥٣٥.
(٥) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير برقم ٥٦٤ - ١/ ٣٤٠، والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ٥/ ٢٣٣ وقال: "رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه داود بن سليمان الخراساني قال الطبراني: لا بأس به، وقال الأزدي: ضعيف جدا. ومعاوية بن الهيثم لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات". ا. هـ.