للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفرطون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون" (١).

وعن الفضيل بن عياض -رحمه اللَّه تعالى-: ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم. وعنه -أيضًا-: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو، تعظيمًا لحق القرآن (٢). انتهى.

فائدة: ينبغي للقارئ إذا أراد القراءة أن يكون على طهارة، ويراعي الأدب مع القرآن، فينبغي أن يستحضر في قلبه أن يناجي اللَّه تعالى، ويقرأ على حال من يرى اللَّه تعالى، فإنه إن لم يكن يراه فإن اللَّه تعالى يراه.

ويستحب له أن يستقبل القبلة، فقد جاء في الحديث: "خير المجالس ما استقبل به القبلة" (٣) ويجلس متخشعًا بسكينة ووقار، مطرقًا رأسه، كجلوسه بين يدي معلمه. فإذا أراد الشروع في القراءة استعاذ، فقال: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، فإذا شرع في القراءة فليكن شأنه الخشوع والتدبر عند القراءة والترتيل، وإذا مر بآية رحمة سأل اللَّه تعالى من فضله، وإذا مر بآية عذاب استعاذ باللَّه من غضبه وعذابه، وإذا مر بآية تنزيه نزهه سبحانه


(١) رواه أحمد في "الزهد" (ص ١٠٢) والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (١٠١، ١٠٢) وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ١٢٩).
(٢) الآجري في "أخلاق أهل القرآن" (ص ١٠٣) وأبو نعيم في "الحلية" (٨/ ٩٢).
(٣) الطبراني في "الأوسط" (٩/ ١٦٥) عن ابن عمر، بلفظ: "أكرم المجالس ما استقبل به القبلة".
قال السخاوي في "المقاصد" (ص ٧٧): وفيه حمزة بن أبي حمزة: متروك. اهـ. وأخرج الطبراني في "الأوسط" -أيضًا- (٣/ ١٨٢، ١٨٣) عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن لكل شيء سيدًا، وإن سيد المجالس قُبالة القبنة" قال السخاوي في "المقاصد" (ص ٧٧): سنده حسن. اهـ، وقد تقدم (ص ١٦٩).