للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتعالى، ونحو ذلك.

فإن قطع القراءة قطع ترك وإهمال أعاد التعوذ إذا رجع إليها، وإن قطعها لعذر عازمًا على إتمامها إذا زال، كرد سلام وإجابة سائل ونحو ذلك؛ كفاه التعوذ الأول.

ويختم في الشتاء أول الليل لطوله، وفي الصيف أول النهار لذلك، روي عن ابن المبارك (١)، وكان يعجب أحمد (٢)؛ لا روى طلحة بن مصرف قال: أدركت أهل الخير من صدر هذه الأمة يستحبون الختم أول الليل وأول النهار يقولون: إذا ختم في أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يصحي، وإذا ختم في أول الليل صلت عليه الملائكة حتى يصبح، ورواه الدارمي (٣) عن سعد بن أبي وقاص بإسناد حسن (٤).

ويجمع أهله وولده عند الختم، رجاء عود نفع ذلك وثوابه إليهم، وعن ابن عباس: أنه كان يجعل رجلًا يراقب رجلًا يقرأ القرآن، فإذا أراد أن يختم أعلم ابن عباس، فيشهد ذلك (٥).

وروى ابن أبي داود (٦) بإسنادين صحيحين عن قتادة عن أنس: "كان


(١) ذكره القرطبي في "التذكار" (ص ٩٨).
(٢) ينظر: "المغني" (٢/ ٦٠٩) و"معونة أولي النهى" (٢/ ٧٨) و"كشاف القناع" (١/ ٤٣٠).
(٣) هو عبد اللَّه بن عبد الرحمن الدارمي، من بني تميم، الإمام المحدث الورع. ولد سنة (١٨١ هـ) صنف "السنن" و"التفسير" توفي (٢٥٥ هـ). ينظر: "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٩، ٣٢) و"طبقات الحنابلة" (١/ ١٨٨) و"سير أعلام النبلاء" (١٢/ ٢٢٤).
(٤) الدارمي في "سنه" كتاب فضائل القرآن، باب في ختم القرآن (٢/ ٣٣٧) وقال عقبه: هذا حسنٌ عن سعد. اهـ وينظر: "التبيان في آداب حملة القرآن" (ص ٥٠).
(٥) الدارمي، فضائل القرآن، باب في ختم القرآن (٢/ ٣٣٦).
(٦) هو أبو بكر بن سليمان بن الأشعث السجستاني، الإمام العلامة الحافظ الثقة. ولد سنة (٢٣٠ هـ) صنف "المصاحف" و"البعث" و"الناسخ والمنسوخ" و"السنن" توفي سنة (٣١٦ هـ). ينظر: "أخبار أصبهان" (٢/ ٦٦، ٦٧)، و"تاريخ بغداد" (٩/ ٤٦٤، ٤٦٨) =