للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا تمني الشهادة (فإذا نُزل به) بالبناء للمفعول أي المريض (سُن تعاهد) أرفق أهله به، وأتقاهم للَّه تعالى (بلِّ حلقه) أي المريض (بماء، أو شراب، و) تعاهد (تنديَةِ شفتيه) بقطنة، لإطفاء ما نزل به من الشدة، وتسهيل النطق عليه بالشهادة.

(و) سن (تلقينه) أي المنزول به لا إله إلا اللَّه، لحديث أبي سعيد مرفوعًا: "لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه" (١)، وأطلق على المحتضر ميت لأنه واقع به لا محالة، وعن معاذ مرفوعًا: "من كان آخر كلامه لا إله إلا اللَّه دخل الجنة" (٢) رواه أحمد وصححه الحاكم، واقتصر عليها لأن إقراره بها إقرار بالأخرى (مرة) نصًّا (٣)، واختار الأكثر ثلاثًا (٤)، (ولا يزاد على ثلاث إلا أن يتكلم) بعد الثلاث (فيعاد برفق) لأنه مطلوب في كل شيء، وهذا أولى به.

(و) سن (قراءة الفاتحة و) قراءة (يس عنده) لحديث: "اقرأوا على موتاكم يس" (٥) رواه أبو داود وصححه ابن حبان، ولأنه يسهل خروج الروح.

(و) سن (توجيهه إلى القبلة) على جنبه الأيمن، لحديث أبي قتادة (٦).


= الحافظ ابن رجب في كتابه "اختيار الأولى في شرح حديث اخصام الملأ الأعلى".
(١) مسلم، كتاب الجنائز، (٢/ ٦٣١) عن أبي سعيد الخدري، وعن أبي هريرة.
(٢) أحمد في "المسند" (٥/ ٢٣٣ و ٢٤٧) والحاكم، كتاب الجنائز (١/ ٥٠١) وصححه، وأقره الذهبي.
(٣) "معونة أولي النهى" (٥/ ٣٨٤).
(٤) "الفروع" (٢/ ١٩١) و"معونة أولي النهى" (٢/ ٣٨٤).
(٥) أبو داود، كتاب الجنائز، باب القراءة عند الميت (٣/ ١٩١)، ابن ماجه، كتاب الجنائز، باب ما يقال عند المريض إذا حضر (١/ ٤٦٦) وهو في "صحيح ابن حبان" -"الإحسان" (٧/ ٢٦٩) عن معقل بن يسار. قال الدارقطني: حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث. اهـ نقلًا من التلخيص الحبير" (٢/ ١١٠).
(٦) البيهقي، كتاب الجنائز، باب ما يستحب من توجيهه نحو القبلة (٣/ ٣٨٤)، والحاكم، =