للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بفعل التشميت، لا بعدد العطسات، ويعلَّم صغير الحمد للَّه إذا عطس، ثم يقال له: يرحمك اللَّه، أو بورك فيك، ومن عطسى فلم يحمد، فلا بأس بتذكيره.

ويسمع الميت الكلام، لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمر بالسلام عليهم (١)، ولم يكن ليأمر بالسلام على من لا يسمع. وقال الشيخ تقي الدين: استفاضت الآثار بمعوفة الميت بأحوال أهله، وأصحابه في الدنيا، وأن ذلك يعرض عليه، وجاءت الآثار بأنه يرى -أيضًا- وبأنه يدريَ بما فعل عنده، ويُسَرُّ بما كان حسنًا، ويتألم بما كان قبيحًا (٢). ويعرف الميت زائره يوم الجمعة قبل طلوع الشمس (٣). وفي "الغنية" (٤): يعرفه كل وقت وهذا الوقت آكد. وقال ابن القيم: الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور، وسمع سلامه وأنس به ورد عليه، وهذا عام في حق الشهداء وغيرهم، وأنه لا توقيت في ذلك، وهو أصح من أثر الضحاك الدال على التوقيت (٥)، انتهى.

يشير إلى ما روي عن الضحاك قال: من زار قبرًا يوم السبت، قبل طلوع الشمس، علم الميت بزيارته، قيل له: وكيف ذلك؟ قال: [لمكان يوم الجمعة. و] (٦) لما روى ابن أبي الدنيا، عن محمد بن واسع قال: بلغني أن الموتى يعلمون من زارهم يوم الجمعة، ويومًا قبله، ويومًا بعده (٧).


(١) ينظر الصفحة السابقة.
(٢) "الاختيارات" (ص ١٣٥، ١٣٦) "مجموع الفتاوى" (٢٤/ ٣٦٢ - ٣٦٥ و ٣٦٨ - ٣٧٠ و ٣٧٤ - ٣٧٦).
(٣) قاله أحمد. كما في "الفروع" (٢/ ٣٠١).
(٤) نقله عنه في "الفروع" (٢/ ٣٠١).
(٥) رواه ابن أبي الدنيا -كما في "الروح" لابن القيم (١/ ١٧٢).
(٦) ما بين معقوفين سقط من الأصل، والمثبت من "زاد المعاد" و"الروح" (١/ ١٧٣) ينظر إسناده في: "زاد المعاد" (١/ ٤١٥).
(٧) ساقه بإسناد ابن أبي الدنيا: ابن القيم في "زاد المعاد" (١/ ٤١٦) وأخرجه البيهقي في =