للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول ما ورد، كما في دخول غيره من المساجد (١) (فإذا رأى البيت رفع يديه) نصًّا (٢)، لحديث الشافعي، عن ابن جريح: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان إذا رأى البيت رفع يديه (وقال) بعد رفعهما (ما ورد)، ومنه: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، حيِّنا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تعظيمًا، وتشريفًا، وتكريمًا، ومهابة، وبرًا، وزد من عظمه، وشرفه، ممن حجه واعتمره، تعظيمًا، وتشريفًا، وتكريمًا، ومهابة، وبرًّا" (٣). رواه الشافعي بإسناده، عن ابن جريج، مرفوعًا.

ويقول: الحمد للَّه رب العالمين كثيرًا، كما هو أهله، وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، والحمد للَّه الذي بلغني بيته، ورآني أهلًا، والحمد للَّه على كل حال، اللهم إنك دعوت إلى حج بيتك الحرام، وقد جئتك لذلك، اللهم تقبل مني، واعف عني، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت. ذكره الأثرم، وإبراهيم الحربي (٤). ويرفع بذلك صوته، لأنه ذكر مشروع، أشبه التلبية.


= رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لما قدم في عهد قريش، فلما دخل مكة دخل من هذا الباب الأعظم.
قال البيهقي: روي عن ابن عمر مرفوعًا في دخوله من باب بني شيبة. . . وإسناده غير محفوظ. اهـ
(١) من ذلك ما رواه مسلم، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها (١/ ٤٩٤): عن أبي حميد أو أبي أُسيد قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج، فليقل: "اللهم إني أسالك من فضلك".
(٢) "الإنصاف" (٩/ ٧٥).
(٣) ترتيب مسند الشافعي (١/ ٣٣٩) دون قوله: "اللهم أنت السلام ومنك السلام، حينا ربنا بالسلام" فلم أجده في "ترتيب مسند الشافعي" قال البيهقي: هذا منقطع، وله شاهد مرسل عن سفيان الثوري عن أبي سعيد الشامي عن مكحول: كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا دخل مكة، فرأى البيت، رفع يديه وكبر وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام. . إلخ. ثم روى هذه الجملة عن عمر بن الخطاب وعن سعيد بن المسيب.
(٤) ذكر هذا الدعاء ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن" (ص ٢٧٥) وإليه نسبه الكناني في =