للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ثم طاف) حال كونه (مضطبعًا) استحبابًا، في كل أسبوعه، نصًّا (١)، بأن يجعل وسط الرداء تحت عاتقه الأيمن، وطرفيه على عاتقه الأيسر، لما روى أبو داود، وغيره، عن يعلى بن أمية، أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طاف مضطبعًا (٢). وروي عن ابن عباس: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه اعتمروا من الجعرانة، فرملوا بالبيت، وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم، ثم قذفوها على عواتقهم اليسرى (٣).

وإذا فرغ من طوافه أزاله. ويطوف (للعمرة المعتمر، و) يطوف (للقدوم) وهو الورد (غيره) أي غير المعتمر، وهو المفرد، والقارن، فتستحب البداءة بالطواف لداخل المسجد الحرام، وهو تحية الكعبة، وتحية المسجد الصلاة، وتجزئ عنها ركعتا الطواف، لحديث جابر: حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن، فرمل ثلاثًا، ومشى أربعًا (٤). وعن عائشة: حين قدم مكة توضأ، ثم طاف بالبيت (٥). متفق عليه. وروي عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وابن عمر، وغيرهم (٦) (ويستلم الحجر الأسود) أي يمسحه بيده اليمنى، والاستلام من السلام، وهو التحية، وأهل اليمن


= "هداية السالك" (٢/ ٧٣٠).
ينظر: "الشرح الكبير" (٩/ ٧٨).
(١) "شرح المنتهى" (٢/ ٥٠).
(٢) أبو داود، في المناسك، باب الاضطباع في الطواف (٢/ ٤٤٤) والترمذي، في الحج، باب ما جاء أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- طاف مضطبعًا (٣/ ٢٠٥) وابن ماجه، في الحج، باب الاضطباع (٢/ ٩٨٤) وقال الترمذي: حسن صحيح.
(٣) أبو داود، في المناسك، الاضطباع في الطواف (٢/ ٤٤٤).
(٤) مسلم، في الحج، (٢/ ٨٨٧) في حديث طويل.
(٥) البخاري، في الحج، باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة (٢/ ١٦٣) ومسلم، في الحج (٢/ ٩٠٧).
(٦) ينظر: صحيح مسلم (٢/ ٩٠٧).