للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إن قدر عليها، لقوله تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ. . .} (١) إلى آخر الآية. وعنه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أنا بريء من مسلم بين مشركين، لا ترى ناراهما" (٢) رواه أبو داود والترمذي. أي لا يكون بموضع يرى نارهم به، ويرون ناره إذا أوقدت.

وسن هجرة لقادر على إظهار دينه، بنحو دار كفر، ليتخلص من تكثير الكفار، ويتمكن من جهادهم، وعلم مما تقدم: بقاء حكم الهجرة، لحديث: "لا تنقطع الهجرة بعد الفتح" (٣) أي من مكة.

(وعلى الإمام منع مخذِّل) أي: منفر (٤) للناس عن الغزو، ومزهدهم في القتل والخروج إليه، كقوله: الحر والبرد شديد، أو المشقة شديدة، أو لا تؤمن هزيمة الجيش (و) عليه منع (مرجف) كمن يقول: هلكت سرية المسلمين، ولا طاقة لهم بالكفار، ونحوه. وعليه منع مكاتب بأخبارنا، ومعروف بنفاق، وصبي ولو مميزًا، أو نساء إلا عجوزًا لسقي ماء ونحوه.

وتحرم استعانة بكافر، إلا لضرورة، أو بأهل الأهواء في شيء من أمور


(١) سورة النساء، الآية: ٩٨.
(٢) أبو داود، في الجهاد، باب النهي عن قتل من اعتصم بالسجود (٣/ ١٠٤، ١٠٥) والترمذي، في السير، باب ما جاء في كراهية المقام بين أظهر المشركين (٤/ ١٥٥) عن جرير بن عبد اللَّه، بلفظ: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين"، قالوا: يا رسول اللَّه ولم؟ قال: "لا ترايا ناراهما".
(٣) كذا ذكر المؤلف هذا الحديث. وهو خطأ. ونص سياق الحديث في "شرح المنتهى" (٢/ ٩٤): لحديث: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها" رواه أبو داود. وأما حديث: "لا هجرة بعد الفتح" أي مكة. اهـ وحديث: "لا تنقطع الهجرة حتى تطلع الشمس. . . " أخرجه أبو داود، في الجهاد، باب في الهجرة (٣/ ٧) عن معاوية وحديث: "لا هجرة بعد الفتح" أخرجه البخاري، الجهاد، باب فضل الجهاد (٣/ ١٩٩) وغيره عن ابن عباس. ينظر لشرحه: "لعبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة" لصديق حسن (ص ٢٢٠).
(٤) بهامش الأصل: لعله: (مفند) وهو كذلك في "شرح منتهى الإرادات" (٢/ ١٠٣).