للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المسلمين، لأنهم دعاة، واليهود والنصارى لا يدعون إلى أديانهم.

(وعلى الجيش) أي: يلزمهم (طاعته) أي: طاعة الإمام، أو الأمير، برأيه وقسمته الغنيمة، وإن خفي عليه صواب عرفوه، ونصحوه، لقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (١)، ولحديث: "من أطاعني فقد أطاع اللَّه، ومن عصاني فقد عصى اللَّه، ومن عصى أميري فقد عصاني" (٢). رواه النسائي، ولحديث: "الدين النصيحة" (٣) (و) عليهم (الصبر معه) لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا} (٤). وقوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٥). ولأنه من أقوى أسباب النصر والظفر.

(وتمُلك الغنيمةُ باستيلاء عليها) ولو (في دار حرب) لأن الاستيلاء التام سبب الملك، وقد وجد، لثبوت أيدينا عليها حقيقة، ولزوال ملك كفار عنها، لأنه لا ينفذ عتقهم لعبد منها، والملك لا يزول إلى غير مالك.

ويجوز قسمتها بدار الحرب، وبيعُها، فلو غلب عليها العدو بمكانها فمن مال مشتر فرط أو لا، لحديث: "الخراج بالضمان" (٦)، وشراء الأمير لنفسه منها، إن وكل من يُجهل أنه وكيله، صح، وإلا حرم، للمحاباة، وتضم غنيمة سرايا الجيش إلى غنيمته.


(١) سورة النساء، الآية: ٥٩.
(٢) سنن النسائي، البيعة باب الترغيب في طاعة الإمام (٧/ ١٥٤) عن أبي هريرة وفيه زيادة: "ومن أطاع أميري فقد أطاعني".
وأخرجه -أيضًا- البخاري، في الجهاد، باب يقاتل من وراء الإمام ويتقي به (٤/ ٨)، ومسلم، في الإمارة (٣/ ١٤٦٦).
(٣) مسلم، في الإيمان (١/ ٧٤).
(٤) سورة آل عمران، الآية: ٢٠٠.
(٥) سورة البقرة، الآية: ١٥٣.
(٦) يأتي في البيوع (ص ٦٨٠).