للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فالثمر له مُبقَّى إلى جُداد) ما لم تجر عادة بأخذه بسرًا، أو يكن بسره خيرًا من رطبه، أو (ما لم يشترطه مشتر) لحديث: "من ابتاع نخلًا بعد أن تؤبر فثمرتها للذي باعها إلا أن يشترط المبتاع" (١) متفق عليه، بخلاف وقف ووصية، فإن الثمرة تدخل فيهما، نصًّا (٢)، أبرت أو لم تؤبر (وكذا) أي كحكم نخل تشقق طلعه (حكم شجر فيه ثمر باد) أي ظاهر لا قشر عليه ولا نَوْر (٣) له كتين وتوت وجميز (٤) (أو ظهر من نوره كمشمش) وتفاح وسفرجل ولوز وخوخ وإجاص (٥) وعنب، وكذا ما بدا في قشره وبقي فيه إلى أكله كرمان، وما بدا في قشرين كجوز (أو خرج من أكمامه) جمع كِمٍّ، بكسر الكاف وهو الغلاف (٦) (كورد وقطن) وياسمين وبنفسج، لأن ذلك كله بمثابة تشقق الطلع (وما قبل ذلك) أي تشقق الطَّلْع وخروج الثمر من النور والأكمام وبدو ما يبدو (والوَرَق مطلقًا لمشتر).

ويصح شرط بائع ما لمشتر أو جزءًا منه معلومًا، وإن ظهر أو تشقق بعض ثمرة ولو من نوع فلبائع، وغيره لمشتر، إلا إذا ظهر أو تشقق بعض


(١) البخاري في البيوع باب من باع نخلًا قد أبرت. . . (٣/ ٣٥) وفي المساقاة باب الرجل يكون له ممر أو شرب في حائط (٣/ ٨١) وفي مواضع أخرى، ومسلم في البيوع (٣/ ١١٧٢).
(٢) "شرح المنتهى" (٢/ ٢٠٩).
(٣) نور الشجرة: زهرها. "المصباح المنير" (٢/ ٨٦٥).
(٤) الجُمَّيز: ضربٌ من الشجر يشبه ثمره التين. "المعجم الوسيط" (١/ ١٣٤).
(٥) قال في "القاموس" (٧٨٩): الإجاص: المشمش والكمثرى بلغة الشاميين. اهـ
وفي "التهذيب بمحكم الترتيب" لابن شهيد (ص ٢٦٣) أن العامة يقولون للكمثرى: إجاص. قال أبو بكر: والإجَّاص: ضرب من المشمش. اهـ وردَّه اللخمي في "المدخل إلى تقويم اللسان" (ص ٢١) بأن أبا حنيفة حكى أذ أهل الشام يسمون الكمثرى إجاصًا. اهـ.
(٦) "المصباح المنير" (٢/ ٧٤٣).