للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بئره، ورَحى يهتز بها حيطانه، وتَنُّورٍ يتعدى دخانه إليه، ودكانِ حِدَادةِ ونحوه، يتأذى بدقه ويهز الحيطان، لحديث: "لا ضرر ولا ضرار" (١) وهذا إضرار بجاره، وله منعه من ذلك، كما له منعه من ابتداء إحياء ما بجواره لتعلق مصالحه به، وله تعلية داره، ولو أفضى إلى سد الفضاء عن جاره، قاله الشيخ تقي الدين (٢)، وإن ادعى فساد بئره بكنيف جاره، أو بالوعته (٣)، اختبر بالنفط (٤) يلقى فيهما، فإن ظهر طعمه أو ريحه بالماء


(١) أخرجه ابن ماجه، في الأحكام، باب من بنى في حقه ما يضر بجاره (٢/ ٧٨٤) وأحمد (٣/ ٣٢٦ - ٣٢٧، ١/ ٣١٣) عن عبادة بن الصامت. وابن عباس.
وقد جاء هذا الحديث عن جماعة من الصحابة: كأبي سعيد، وأبي هريرة، وجابر، وعائشة، وثعلبة بن أبي مالك، وأبي لبابة رضي اللَّه عنهم.
قال النووي في "الأربعين" (ص ٧٤): حديث حسن، رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما مسندًا. ورواه مالك في "الموطأ" عن عمره بن يحيى عن أبيه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلًا، فأسقط أبا سعيد. وله طرق يَقْوي بعضها ببعض. اهـ وتابعه ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (٢/ ٢١٠) وابن حجر الهيثمي في "فتح المبين" (ص ٢٣٩) والطوفي في "التعيين في شرح الأربعين" (ص ٢٣٣) وقال العلائي. للحديث شواهد ينتهي مجموعها إلى درجة الصحة أو الحسن المحتج به. اهـ من "فيض القدير" (٦/ ٤٣٢). وينظر: "نصب الراية" (٣/ ١٦٣ وما بعدها)، "إرواء الغليل" للألباني (٣/ ٤١٢).
(٢) "الاختيارات" (ص ١٩٨).
(٣) البالوعة: ثقب ينزل فيه الماء. "المصباح المنير" (١/ ٨٤) و"المعجم الوسيط" (١/ ٦٩).
(٤) النِّفط بالكسر -وهو أفصح- وقد يفتح، قال الجوهري: دُهنٌ. اهـ قال ابن سيدة: الذي تطلى به الإبل للجرب والدَّبَر والقِرْدان. اهـ وعن أبي حنيافة: النِّفْط. حُلابَةُ جَبَلٍ في قعر بئر توقد به النار. اهـ وقال في "المعجم الوسيط": هو مزيج من الهدروكربونات يحصل عليها بتقطير زيت البترول الخام، أو قطران الفحم الحجري، =