للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يقال هما كبني المطلب، فإنه -صلى اللَّه عليه وسلم- علل الفرق بينهم وبين من سواهم في القرب بأنهم لم يفارقوا في جاهلية ولا إسلام (١).

و(لا) يدخل الوقف في القرابة على (مخالف دينه) لدين الواقف، فإن كان الواقف مسلمًا لم يدخل في قرابته كافرهم، وإن كان كافرًا لم يدخل المسلم في قرابته إلا بقرينة.

ولا يدخل في الوقف على قرابته أمه ولا قرابته من قبلها، لأنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يعط من سهم ذوي القربى قرابته من جهة أمه شيئًا (٢)، إلا أن يكون في لفظ الواقف ما يدل على ذلك كقوله: ويفضل قرابتي من جهة أبي على قرابتي من جهة أمي ونحو ذلك.

والعتْرة: العشيرة وهي قبيلة الرجل (٣)، وذوا رحمه قرابته من جهة أبويه وأولاده وأولادهم وإن نزلوا، لأن الرحم يشملهم وله جاوزوا أربعة آباء.

(وإن وقف على جماعة يمكن حصرهم) كبنيه أو إخوته أو بني فلان


(١) أخرج البخاري في كتاب فرض الخمس، باب ومن الدليل على أن الخمس للإمام. . . (٤/ ٥٧) عن جبير بن مطعم قال: مشيت أنا وعثمان بن عفان إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقلنا يا رسول اللَّه أعطيت بني المطلب وتركتنا ونحن وهم منك بمنزلة واحدة. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد. قال الليث: حدثني يونس وزاد: قال جبير: ولم يقسم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لبني عبد شمس ولا لبني نوفل.
وأخرج النسائي في كتاب قسم الفيء (٧/ ١٣١) بلفظ: "إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام".
(٢) إذ ذلك لم ينقل فدل على أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يعطهم شيئًا. ينظر: "الشرح الكبير" (١٦/ ٤٩٠).
(٣) قال في"المصباح" (٢/ ٥٣٤): العترة: نسل الإنسان. قال الأزهري: وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أن العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه.
ولا تعرف العرب من العترة غير ذلك. ويقال: رهطه الأدنون. ويقال: أقرباؤه. . قال ابن السكيت: العترة والرهط بمعنى، ورهط الرجل قومه وقبيلته الأقربون. اهـ بتصرف. ينظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (٢/ ٢٦٤) و"التوقيف" (ص ٥٠٢).