هنا كان الإسلام حريصاً على أن يتمتع المسلم بدنياه بقدر ما يقدر لأخراه {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا}[القصص: ٧٧]. فوصل الراحة والطعام والشراب والشهوة بمشاق الطاعات، وحين أمر بالصوم والحرمان أعقبه بالنهي عن الصيام. حين أمر بصوم رمضان أعقبه بتحريم صوم يوم العيد وحين أمر بالحج ومشاق هذه العبادة والصيام من أول ذي الحجة أعقب ذلك بتحريم صوم يوم النحر، وشرع ذبيحة الأضحية لتعوض ما فات بالصوم والجهد، بل نهى عن صوم أيام التشريق الثلاثة التي تعقب يوم النحر، وحين استحب صيام يوم الخميس كره صيام يوم الجمعة مفرداً، لأنه يوم الترويح من عناء الأسبوع. ويوم الاجتماع والعبادة والذكر.
ولله تعالى حكمة بل حكم في اختيار وتخصيص بعض الأيام بالصوم، وتخصيص بعضها بالفطر، ونحاول أن ندركها، وقد ندركها، وقد لا ندركها، وسواء أدركناها أم لم ندركها يجب علينا أن نقول:{سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}[البقرة: ٢٨٥].
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك إنك سميع مجيب
-[المباحث العربية]-
(عن أبي عبيد مولى ابن أزهر) قال الحافظ ابن حجر: في رواية "مولى بني أزهر" وكذا في رواية مسلم. اهـ وقد رواه مسلم هنا، وفي كتاب الأضاحي بلفظ "مولى ابن أزهر" ولم أجد في النسخة التي بين يدي "مولى بني أزهر" ولعله من اختلاف النسخ. واسم ابن أزهر عبد الرحمن، وهو ابن عم عبد الرحمن بن عوف.
(شهدت العيد) في بعض الروايات "شهدت يوم الأضحى".
(ثم انصرف) عن مكان الصلاة إلى مكان الخطبة.
(إن هذين يومان) المشار إليه يوم الأضحى ويوم عيد الفطر، وكان الوقت وقت عيد الأضحى، وعيد الفطر بعيد، فكان حقه أن يقول: إن هذا اليوم وذاك اليوم، فلما جمعهما قال: هذان، تغليباً للحاضر على الغائب.
(يوم فطركم من صيامكم)"يوم" بالرفع، خبر مبتدأ محذوف، تقديره: أحدهما يوم فطركم. وفي رواية "أما أحدهما فيوم فطركم".
(والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم)"يوم" بالرفع والتنوين، وجملة "تأكلون" صفته، والنسك هنا الذبيحة المتقرب بها والأضحية.
(عن قزعة عن أبي سعيد قال: سمعت منه حديثاً فأعجبني .... إلخ) الضمائر في تركيب الحديث في حاجة إلى توضيح وترتيب، وحاصله: