للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِيمَانِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِسْلَامِ، وَأَسْعِدْنَا بِلِقَائِكَ، وَطَيِّبْنَا لِلْمَوْتِ، وَطَيِّبْهُ لَنَا (١)، وَاجْعَلْ فِيهِ رَاحَتَنَا وَمَسَرَّتَنَا، ثُمَّ يُسَلِّمُ (٢).

وَإِنْ كَانَتِ (٣) امْرَأَةً قُلْتَ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا أَمَتُكَ، ثُمَّ تَتَمَادَى بِذِكْرِهَا عَلَى التَّأْنِيثِ غَيْرَ أَنَّكَ لَا تَقُولُ: "وَأَبْدِلْهَا زَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهَا؛ لَأَنَّهَا قَدْ تَكُونُ زَوْجًا فِي الجَنَّةِ لِزَوْجِهَا فِي الدُّنْيَا، وَنِسَاءُ الجَنَّةِ مَقْصُورَاتٌ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، لَا يَبْغِينَ بِهِمْ بَدَلًا، وَالرَّجُلُ قَدْ تَكُونُ لَهُ زَوْجَاتٌ (٤) كَثِيرَةٌ فِي الجَنَّةِ، وَلَا يَكُونُ لِلْمَرْأَةِ أَزْوَاجٌ.

وَلَا بَأْسَ أَنْ تُجْمَعَ الجَنَائِزُ فِي صَلَاةٍ وَاحِدَةٍ، ويَلِيَ الإِمَامُ (٥) الرِّجَالَ إِنْ كَانَ فِيهِمْ نِسَاءٌ، وَإِنْ كَانُوا رِجَالًا جُعِلَ أَفْضَلُهُمْ مِمَّا يَلِي الإِمَامَ، وَجُعِلَ مِنْ دُونِهُ النِّسَاءُ، وَالصِّبْيَانُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ إِلَى القِبْلَةِ، وَلَا بَأْسَ أَنْ يُجْعَلُوا صَفًّا وَاحِدًا، وَيُقَرَّبُ إِلَى الإِمَامِ أَفْضَلُهُمْ، وَأَمَّا فِي (٦) دَفْنِ الجَمَاعَةِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ فَيُجْعَلُ أَفْضَلُهُمْ مِمَّا يَلِي القِبْلَةَ.

وَمَنْ دُفِنَ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ وَوُورِيَ، فَإِنَّهُ يُصَلَّى عَلَى قَبْرِهِ، وَلَا يُصَلَّى عَلَى مَنْ قَدْ صُلِّي عَلَيْهِ، وَيُصَلَّى عَلَى أَكْثَرِ الجَسَدِ، وَاخْتُلِفَ فِي الصَّلَاِة عَلَى مِثْلِ اليَدِ وَالرِّجْلِ.


(١) قوله: "طيبه لنا" سقط من المخطوطين أ، ج (٣٩ أ)، وهو ثابت عند الشراح كالنفراوي (١/ ٤٥٧).
(٢) في ز [تسلم] بالتاء للخطاب كما في المخطوطين أ، ج، وعليه شرح الكفاية (٢/ ٢٦٠) وغيره، والمثبت من بقية النسخ، وهي نسخة القاضي عبد الوهاب (١/ ١٢٣)، وعليها شرح التتائي حيث قال: " وقد تمَّتْ صلاتُه".
(٣) قدَّر التتائي هنا اسم (كان) الجنازة أو الميتة.
(٤) في المخطوط أ [أزواج]، وهو الموافق للغة القرآن الكريم، والمثبت هو الموافق للشراح، وقد تسامح فيه الفقهاء.
(٥) قال التتائي: "وميمُ الإِمامِ تُروَى بالفتحِ والضمِّ، وكذا لامُ الرجالِ".
(٦) سقطت "في" من س، ع، وهي ثابتة في غيرهما بمداد متن الرسالة، وثابتة في المخطوطين أ، ج (٣٩ أ)، والمثبت موافق لنسخة عبد الوهاب (١/ ١٣٠) وابن عمر (٢/ ٩٠٢).

<<  <   >  >>