للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشَّهْرِ الَّذِي قَبْلَهُ، ثُمَّ يُصَامُ، وَكَذَلِكَ فِي الفِطْرِ. وَيُبَيِّتُ (١) الصِّيَامَ فِي أَوَّلِهِ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ الْبَيَاتُ فِي بَقِيَّتِهِ، وَيُتِمُّ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ، وَمِنَ السُّنَّةِ تَعْجِيلِ الفِطْرِ وَتَأْخِيرُ السُّحُورِ (٢)، وَإِنْ شَكَّ فِي الفَجْرِ فَلَا يَأْكُلْ (٣).

وَلَا يُصَامُ يَوْمُ (٤) الشَّكِّ لِيَحْتَاطَ بِهِ مِنْ رَمَضَانَ، وَمَنْ صَامَهُ كَذَلِكَ لَمْ يُجْزِهِ وَإِنْ وَافَقَهُ مِنْ رَمَضَانَ، وَلِمَنْ شَاءَ صَوْمَهُ تَطَوُّعًا أَنْ يَفْعَلَ (٥)، وَمَنْ أَصْبَحَ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ، ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهُ أنَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ مِنْ رَمَضَانَ لَمْ يُجْزِهِ، وَلْيُمْسِكْ عَنِ الأَكْلِ فِي بَقِيَّتِهِ، وَيَقْضِيهِ.

وَإِذا قَدِمَ المُسَافِرُ مُفْطِرًا أَوْ طَهُرَتْ الحَائِضُ نَهَارًا فَلَهُمَا الأَكْلُ (٦) بَقِيَّةَ يَوْمِهِمَا، وَمَنْ أَفْطَرَ فِي تَطَوُّعِهِ عَامِدًا، أَوْ سَافَرَ فِيهِ فَأَفْطَرَ لسَفَرِهِ فَعَلَيْهِ القَضَاءُ، وَإِنْ أَفْطَرَ سَاهِيًا فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ بِخِلَافِ الفَرِيضَةِ.


(١) أي ينويه من الليل بعد غروب الشمس، يقال: بيّت فلانٌ رأيه: إذا فكَّر فيه وخمَّره، وكلُّ ما فُكِّر فيه ودُبْر بليل فقد بُيِّتَ، وَمِنْه الحَدِيث: (هذا أَمْرٌ بُيِّتَ بِلَيْل). يراجع: تاج العروس (٤/ ٤٦٣).
(٢) قال النفراوي (١/ ٤٦٨): "بضم السين المهملة للفعل، وبفتحها المأكول في السَّحَر".
(٣) ضبطناه بالجزم كما في أ ولقول الكفاية (٢/ ٢٨٣): "هذا النهي يحتمل الكراهة والتحريم، والمشهور التحريم".
(٤) "يوم" نائب فاعل مرفوع؛ لأنه في الأصل مفعول به على السعة؛ لأن (صام) فعل لازم. يراجع: العدة في إعراب العمدة، لابن فرحون (٢/ ٤٠٢).
(٥) "تطوعا" حال منصوب من فاعل (شاء) المضمر، أي متطوعًا؛ فيؤول بالمشتق، و (أن يفعل) مصدر مؤول في محل رفع مبتدأ، وخبره الجار والمجرور قبله (لمن شاء).
(٦) كذا في المخطوط أ وفي نسخ التتائي، وهو موافق لنسخة ابن عمر (٢/ ٩٢٧) وفي بقية الشروح زيادة (في) هنا.

<<  <   >  >>