للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو يكون للتعريض " بأن يخاطب واحدا ومراده غيره، كقوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك} [الزمر: ٦٥] (١).

وذهب الدكتور مصطفى جواد إلى أن الفعل إذا كثر عبر عنه بالمضي، بخلاف ما لم يكثر، قال: " إن الفعل المعبر عنه بلفظ الشرط إذا كثر حدوثه استعمل الماضي، وإذا قل حدوثه استعمل المضارع، فالماضي أولي بالكثير لأنه كالحادث، والمضارع أولى بالقليل لأنه لم يحدث، فهما متشابهان، تقول (من صبر ظفر) و (من سار وصل)، و (من جد وجد) و (من يكذب منكم يعاقب) و (من يفعل كذا وكذا أكافئه مكافأة حسنة) و (من يخالف منهم يطرد) و (إن تكن وزيرا تكن كبيرا) ورغبة القائل كالكثرة (٢).

ويبدو أن استعمال الشرط بصيغة الماضي أو المضارع قد يكون لغير ذلك.

١ - فإن التعبير بالفعل الماضي قد يفيد افتراض حصول الحدث مرة، في حين أن المضاعر قد يفيد افتراض تكرر الحدث وتجدده، قال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم} [البقرة: ٢٧١]، فجاء بالفعل المضارع وذلك لأن هذه الأحداث تتكرر وتتجدد.

وقال: {فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله} [البقرة: ٢٣٠].

فجاء بالفعل الماضي، وذلك لأن الطلاق لا يتكرر تكرر الصدقات، وقال: {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء} [البقرة: ٢٣٦].

{وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن} [البقرة: ٢٣٧]، لما ذكرت.

وقال تعالى: {ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد} [لقمان: ١٢]، فجاء بـ (يشكر) بصيغة المضارع و (كفر) بصيغة المضي، وذلك لأن الشكر


(١) البرهان ٢/ ٣٥٨، وانظر الإيضاح ٩٣
(٢) المباحث اللغوية في العراق ٤٨

<<  <  ج: ص:  >  >>