للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما أنت والد والأب القا ... طع أحنى من واصل الأولاد

وأما مثال ما ينزل هذه المنزلة فكقوله:

إنما مصعب شهاب من الله ... تجلب عن وجهه الظلماء

ادعى في كون الممدوح بهذه الصفة أنه أمر ظاهر معلوم للجميع ..

أما الخبر بالنفي والإثبات نحو (ما هذا إلا كذا وأن هو إلا كذا) فيكون للأمر ينكره المخاطب ويشك فيه. فإذا قلت: ما هو إلا مصيب أو ما هو إلا مخطيء قلته لمن يدفع أن يكون الأمر على ما قلته" (١).

وجاء فيه: "ومن ذلك قوله تعالى حكاية عن اليهود {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} [البقرة: ١١]، دخلت (إنما) لتدل على أنهم حين أدعوا لأنفسهم أنهم مصلحون، أظهروا أنهم يدعون في ذلك أمرًا ظاهرًا معلومًا. ولذلك أكد الأمر في تكذيبهم والرد عليهم، فجمع بين (إلا) الذي هو للتنبيه وبين (إن) الذي هو للتأكيد فقيل: {ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} [البقرة: ١٢] (٢)."

وجاء في الكشاف في قوله تعالى (إنما نحن مصحلون): " وإنما لقصر الحكم على شيء كقولك (إنما ينطلق زيد) أو لقصر الشيء على حكم كقولك (إنما زيد كاتب) ومعنى (إنما نحن مصلحون) إن صفة المصلحين خلصت لهم، وتمحضت من غير شائبة قادح فيها من وجه من وجود الفساد".

قالوا: وأحسن ما يستعمل (إنما) هو في مواقع التعريض نحو {إنما يتذكر أولوا الألباب} [الرعد: ١٩] (٣)، معرضا بأهل الجهل، ونحو ذلك أن تكون في مقام الثناء على أحد بالفهم وبعد الإدراك والتعريض بآخر بأنه ليس عنده هذا الفهم والبعد في الإدراك فتقول: (إنما يعلم هذا اللبيب).


(١) دلائل الاعجاز ٢٥٤ - ٢٥٥، وانظر شرح المختصر للتفتازاني ٨٦ - ٨٧
(٢) دلائل الاعجاز ٢٧٤
(٣) الكشاف ١/ ١٣٧ - ١٣٨

<<  <  ج: ص:  >  >>