للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن:

تخفف (أنّ) كما تخفف (إنّ)، وعند الجمهور أنها إذا خففت لا تلغى، ولا يظهر اسمها إلا للضرورة كقول الشاعر:

فلو أنك في يوم الرخاء سألتني ... فراقك لم أبخل وأنت صديق

ولا يجيء خبرها إلا جملة واسمها ضمير الشأن محذوف، وذلك نحو قولك: علمت أن سوف يحضر سعيد والتقدير (أنه). (١)

جاء في (الكتاب): " ومن ذلك والخامسة أن غضبُ الله عليها فكأنه قال: أنه غضبُ الله عليها لا تخففها في الكلام أبدًا وبعدها الأسماء، إلا وأنت تريد الثقيلة مضمرًا فيها الاسم ..

والدليل على أنهم إنما يخففون على إضمار الهاء، أنك تستقبح قد عرفت أن يقول ذاك حتى تقول (أن لا) أو تدخل سوف أو السين أو قد، ولو كانت بمنزلة حروف الابتداء لذكرت الفعل مرفوعا بعدها، كما تذكره بعد هذه الحروف كما تقول: إنما تقول ولكن تقول" (٢).

ومذهب الكوفين أنها لا تعمل شيئا. (٣)

والصواب أنها قد تعمل وقد ورد شيء من ذلك كما ذكرنا في قوله (فلو أنك).

ويذكر النحاة وجه الاختلاف بينها وبين أن الخفيفة الناصبة للأفعال بأن (أنْ) المخففة من الثقيلة تفيد التحقيق، واليقين، بخلاف الناصبة فإنها لا تدل على اليقين.


(١) التسهيل ٦٥ - ٦٦، ابن الناظم ٧٢، المغنى ١/ ٣١، ابن يعيش ٨/ ٧٢ - ٧٣، ابن عقيل ١/ ١٣٩، التصريح ١/ ٢٢٢
(٢) سيبويه ١/ ٤٨٠ - ٤٨١
(٣) المغنى ١/ ٣١، الهمع ١/ ١٤٢

<<  <  ج: ص:  >  >>