وقال:{أفمن زين له سوء عمله فرءه حسنا}[فاطر: ٨]، وقال:{وكذلك زين لفرعون سوء عمله، وصد عن السبيل}[غافر: ٣٧]، وقال:{بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء}[الفتح: ١٢].
فأنت ترى تزيين الخير إلى نفسه، وتزيين القبيح يبنيهل للمجهول، أو ينسبه إلى الشيطان كقوله تعالى:{وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم}[الأنفال: ٤٨]، وقال:{وزين لهم الشيطان أعمالهم}[العنكبوت: ٣٨].
وقد تجد في القرآن نحو (زينا لهم أعمالهم) لغرض إقامة العقيدة الصحيحة، ولبيان أن كل ذلك بأمر الله، ولكن لا تجد فيه، نحو {زينا لهم سوء أعمالهم} بذكر السوء بل لا تجده إلا مبنيا للمجهول، والفرق ظاهر بين الأمرين.
ومن هذا الباب ما نراه في القرآن الكريم في الذين أوتوا الكتاب فإنه على العموم، إذا كان المقام مقام مدح وثناء، أظهر ذاته ونسب إتيان الكتاب إلى نفسه، فيقول:{آتيناهم الكتاب}، وإذا كان المقام مقام ذم وتقريع قال:{أوتوا الكتاب} ومن ذلك على سبيل المثال قوله تعالى: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون}[البقرة: ٥٣].
وقوله:{ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين}[الجاثية: ١٦].
وقوله:{الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}[البقرة: ١٢١].
وقوله:{الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}[البقرة: ١٤٦]. وقوله:{أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة}[الأنعام: ٨٩].
وقوله:{والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق}[الأنعام: ٤١١].