للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سؤال عن سبب فقدان المال، والثانية سؤال له أنه كيف وصل وهذه حالة، أي كيف وصل مع أنه ليس له مال؟ كما تقولك لماذا جئت وأنت مريض؟ أي وهذه حالك. فحاله المعلومة في الثانية عدم المال.

جاء في (كتاب سيبويه): " وبعض العرب يقول: (كلمته فوه إلى في) كأنه يقول (كلمته وفوه إلى في) أي كلمته وهذه حاله.

فالرفع على قوله: كلمته وهذه حاله، والنصب على قوله، كلمته في هذه الحال، فانتصب لأنه حال وقع فيه الفعل.

وأما (يدا بيد) فليس فيه إلا النصب، لأنه يحسن أن تقول (بايعته ويد بيد) ولم يرد أن يخبر أنه بايعه ويده في يده ولكنه أراد أن يقول: بايعته بالتعجيل، ولا يبالي أقريبا كان أم بعيدا.

وإذا قال: (كلمته فوه إلى في) فإنما يريد أن يخبر عن قربه، وأنه شافهه، لم يكن بينهما أحدٌ" (١).

وجاء في (الكشاف) في قوله تعالى: {أتمدونني بمال فما آتاني الله خيرٌ مما أتاكم} [النمل: ٣٦]، " فإن قلت: ما الفرق بين قولك: (أتدني بامل، وأنا أغني منك؟ ) وبين أن تقوله بالفاء؟

قلت: إذا قلته فقد جعلت مخاطبي عالما بزيادتي عليه في الغني واليسارن وهو مع ذلك يمدني بالمال، وإذا قلته بالفاء فقد جعلته ممن خفيت عليه حالي، فأنا أخبره بالساعة بما لا أحتاج إلى إمداده، كأني أقول له: أنكر عليك ما فعلت فإنني غني منه" (٢).

فجعل الواو للحال المعلومة.

قال تعالى: {فما لكم في المنافقين فئتين} [النساء: ٨٨]، ولو قال: (فما لكم في


(١) سيبويه: ١/ ١٩٥ - ١٩٦، وانظر المقتضب ٣/ ٢٢٦
(٢) الكشاف ٢/ ٤٥٢

<<  <  ج: ص:  >  >>