للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقلت: (صدر أراح عازب همه) لتغير المعنى، وصار الكلام مبهما عامًا غير مراد منه صدر معين، ويصبح الكلام لا فائدة فيه، وكذلك وقوله: (وأطلس عسال) وقوله: (وليلة نحس يصطلي القوس ربها) فلو قلت: (ليلة نحس يصطلي القوس ربها) لكان الكلا عاما، فالواو تؤدي معنى خاصا لا يؤدي بحذفها كما ذكرت.

وأما الفاء، وبل، فالأظهر أن بعدهما (رب) محذوفة، ولذا يصح إظهار (رب) بعدهما (١) والمعنى لا يتغير وذلك كقوله:

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع

فإنه يصح القول (رب مثلك حبلى قد طرقت موضع)

وقد تكون الفاء هذه واقعة في جواب الشرط كقوله:

وإن أهلك فذي حنق لظاه ... علي يكاد يلتهب التهابا

والمعنى: فرب ذي حنق.

وكذلك (بل) قال الرضي: " وأما الفاء وبل فلا خلاف عندهم أن الجر ليس بهما بل بـ (رب) المقدرة بعدهما، لأن (بل) حرف عطف بها على ما قبلها، والفاء جواب الشرط (٢)." يعني في البيت السابق.

على

على للاستعلاء، حقيقيا كان أم مجازيا، ولفظها يدل على ذلك، فهي من العلو، جاء في المقتضب، " على تكون حرف خفض على حد قولك: على زيد درهم، وتكون فعلا نحو قولك: (علا زيدٌ الدابة) و (على زيد ثوب) و (علا زيدًا ثوب) والمعنى قريب (٣).


(١) الرضي ٢/ ٣٦٩
(٢) شرح الرضي ٢/ ٣٦٩
(٣) المقتضب ٤/ ٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>