للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمجاوزة كعن كقوله:

إذا رضيت علي بنو قشير ... لعمر الله أعجبني رضاها.

" أي عني. ويحتمل أن (رضي) ضمن معنى (عطف) .. وقال:

في ليلة لا نرى بها أحدا ... يحكي علينا إلا كواكبها

أي عنا وقد يقال ضمن يحكي معنى ينم (١).

قالوا ومن استعمالها في المجاوزة أنها " تختص بتعدية بعد، وخفي، وتعذر، واستحال، وغضب ورضي وحرم ونحوها، قال في الاغراب لذلك اشتركت هي وعن في تعدية كثير من هذا الباب" (٢).

والحق أنها تختلف في ذلك عن (عن) فقولك (بعد عنه) يختلف عن قولك (بعد عليه) فقولك (بعد خالد عنا) معناه أنه ابتعد بشخصه عنا، وأما (بعد عليه) ففيه معنى المشقة عليه. قال تعالى: {ولكن بعدت عليهم الشقة} [التوبة: ٤٢]، فقد يكون الشيء بعيدًا عنك وليس بعيدا عليك، وتقول (بعدت على الطريق) بمعنى أنه من الصعوبة أن يصل إليه كما تقول: عسر عليه، وصعب عليه، فهو من الأفعال الشاقة التي أشار إليها ابن جني.

وتقول: ليس عليك ببعيد أن تفعل كذا، وليس على الله ببعيد أن يغير الأمور، ولا تقول في نحو هذا بعيد عنه.

وكذلك خفي عليه وخفي عنه، فخفي عنه يستعمل في الأمور المادية، قال الشاعر:

وتلفتت عيني فمذ خفيت ... عني الطلول تلفت القلب


(١) ١/ ١٤٣
(٢) جواهر الأدب ٢٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>