للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتقول: خفيت عنا المدينة.

وأما (خفي عليه) فيستعمل في الأمور المعنوية، تقول (لا يخفي عليك هذا الأمر) بمعنى أنت مطلع عليه، قال تعالى: {إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء} [آل عمران: ٥]، أي لا يند عنه.

وقال: {إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا} [فصلت: ٤٠]، وأما تعذر عليه واستحال عليه فلما فيهما من معنى الكلفة والمشقة، أي: يشق عليه ويصعب.

وأما غضب عليه فليس فيه مجاوزة، بل معناه أنه أنزل غضبه عليه وأحل غضبه عليه، والعرب تقول: صب جام غضبه عليه. و (رضي عليه) بمعنى عطف عليه، أو بمعنى أحل عليه رضوانه، كما جاء في الأثر فاليوم أحل عليهم رضواني وأما رضي عنه فمعناه تجاوز عنه بالرضا.

وأما حرمه، عليه فلما فيه من معنى العهد والالتزام، كما تقول: علي عهد الله وعلي يمين الله، وفي الحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا (١).) ثم إن فيه استعلاء، فإن الذي بيده التحريم مستعل لأنه بيده ذلك الأمر.

وللتعليل كـ (اللام) نحو {ولتكبروا الله على ما هداكم} [البقرة: ١٨٥]، أي: لهدايته إياكم (٢). وسنبحث التعليل في موطن لاحق.

وللظرفية كقوله تعالى: {ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها} [القصص: ١٥]، وقولهم: كان ذلك على عهد فلان، أي في عهده (٣)، وسنبحث ذلك في موطن لاحق.

ولموافقة (من)، وجعلوا منه قوله تعالى: {إذا اكتالوا على الناس يستوفون}.


(١) صحيح مسلم باب تحريم الظلم ٨/ ١٧
(٢) المغنى ١/ ١٤٣
(٣) المغني ١/ ١٤٤، لسان العرب ١٩/ ٣٢٢ - ٣٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>