للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حسين، فلما نزلوا السُّقيا (١) اشتد به المرض، فمضى عثمان وهو بالسُّقيا، وجاء عبد اللَّه بن جعفر فأصبح بالمَقيل الذي كانوا فيه، وإذا حسين مضطجع (٢)، وناقته قائمة على زمامها، فقال له عبد اللَّه: أيها النَّوْمُ (٣)، فإذا الرجل مثبَت وجعًا، فنزل وأرسل إلى عليٍّ فجاء، وجاء (٤) معه بامرأته أسماء بنت عميس، فمرضوه عشرين ليلة، قال: ثم خُبِّر عليٌّ لم أنه يُشير إلى رأسه، فأمر برأسه فحُلق، ونحر جزورًا، قيل لسفيان: فتَه وقسمها في الماء، قال: فأين يقسمها إذا نحرها؟

ثم قال سفيان: نا عمرو بن دينار، عن يحيى بن سعيد، ورواه أبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد بإسناده، وقال فيه: فأمر بجَزور فتصدَّق بها على أهل الماء، وحلقه.

١٩ - وحدثناه أحمد بن موسى، قال: نا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن يعقوب بن خالد، عن أبي أسماء مولى عبد اللَّه بن جعفر، أنه خرج مع عبد اللَّه بن جعفر من المدينة، فمَرُّوا على حسين بن علي وهو مريض بالسقيا، فأقام عليه عبد اللَّه بن جعفر، حتى إذا خاف الفوات خرج وبعث إلى علي بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وهما بالمدينة، فقَدِما عليه، ثم إن حسينا أشار إلى رأسه، فأمر عليّ برأسه فحُلق بالسُّقيا، ونَسَك عنه فنحر بعيرًا، قال يحيى: وكان حسين خرج مع عثمان بن عفان في سفره ذلك (٥).


(١) السُّقيا: بضم السين، موضعٌ بين مكة والمدينة، أقرب للمدينة، انظر مشارق الأنوار (٢/ ٢٣٣)، والنهاية (٢/ ٣٨٢).
(٢) في الأصل: مضطجعًا.
(٣) قال في النهاية (٥/ ١٣١): "أراد: أيها النائم، فوضع المصدر موضعه، كما يقال: رجل صَوْمٌ أي: صائم".
(٤) مكررة في الأصل.
(٥) لم أقف عليه في نشرة رواية القعنبي للموطأ، وهو في رواية يحيى: (١١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>