للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويشتغل بذكر الله تعالى، والدعاء، وقراءة القرآن، ويتوجه بقلبه وقالبه إلى الله تعالى، ويبتعد عن الكلام في أمور الدنيا مع الآخرين، أو بالجوال، ونحو ذلك.

٩ أن يحرص على الدنو من الإمام، والمنافسة على الصف الأول، وميامن الصفوف، بدون مزاحمة، ولا تخطٍّ لرقاب الناس، ولا منازعة أحد في مكانه، أو تضييق على أحد.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «لو تعلم أُمتي ما في النداء، والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يَستهِموا عليه، لاسْتَهَموا» (١).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله وملائكته يصلون على مَيامن الصفوف» (٢)؛ أي: يستغفرون لمن على يمين الإمام من الصفوف.

وينبغي الحذر كل الحذر من الجفاء، وترك المكان الأفضل، واستبداله بالمكان المفضول، لأي اعتبارٍ كان، فإن من الناس من يدركه الشيطان فيخدعه في اللحظات الأخيرة، بعد أن جاهد نفسه وتوضأ وأقبل إلى المسجد، فيُزهده من القرب من الإمام، وفي الصفِّ الأول، وفي مقدِّمات ومَيامن الصفوف، فيترك المكان الأفضل، كأنه مستوحش، فيفوته بسبب ذلك أجر عظيم، لا يقدر قدْره إلا الله -عز وجل-، وربما برر بعضهم لفعله ذلك بأن مقدمة الصف أو الصف الأول لكبار السن ونحوهم، أو لأن يمين الصف فيه فلان، أو فلان، ونحو ذلك من الذرائع الواهية، والخدع الشيطانية، التي تدل على ضعف الرغبة في المسابقة والمنافسة في الخير، وعلى الزهد في القرب من الله، ولا شك أن هذا من مكائد الشيطان؛ ليحرم الإنسان من الخير، والفضل، وهو من اختيار الذي


(١) أخرجه مالك في الصلاة (١/ ٦٨)، والبخاري (٦١٥)، ومسلم (٤٣٧)، والنسائي في المواقيت (٥٤٠)، وفي الأذان (٦٧١)، والترمذي في الصلاة (٢٢٥)، وأحمد ٢/ ٢٣٦ (٧٢٢٦).
(٢) أخرجه أبو داود في الصلاة (٦٧٦)، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٠٥) من حديث عائشة -رضي الله عنها-. قال النووي رحمه الله في «رياض الصالحين» (١٠٩٤): «إسناده صحيح على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف فيه». وحسَّن الألباني إسناده في «صحيح أبي داود» (٦٨٠).

<<  <   >  >>