للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والخضوع والخشوع. قال الإمام أحمد -رحمه الله- (١): «ويُستحب للرجل إذا أقبل إلى المسجد أن يُقبِلَ بخوف ووَجَل، وخشوع وخضوع، وأن يكون عليه السكينةُ والوقار، فما أدرك صلى، وما فاته قضى».

وقال أيضًا: «فاعلَمُوا رحِمَكم الله أن العبد إذا خرج من منزله يريد المسجد إنما يأتي لله الجبار، الواحد القهار، العزيز الغفار، وأنه إنما يأتي بيتًا من بيوت الله، يريد الله، ويتوجه إلى الله تعالى في هذه البيوت التي: {أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور ٣٦، ٣٧].

فإذا خرج من منزله فليحدِثْ لنفسه تفكرًا، وأدبًا غير ما كان عليه، وغير ما كان فيه قبل ذلك من حالات الدنيا وأشغالها، وليخرج بسكينةٍ ووقار؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك أمر، ولْيخرج برهبةٍ ورغبة، وتخوُّفٍ ووَجَل، وخشوع وخضوع، وذل وتواضع لله -عز وجل-؛ فإنه كلما تواضع لله -عز وجل- وخشع وخضع وذَلَّ لله تعالى كان أزكى لصلاته، وأحرى لقبولها، وأشرف للعبد، وأقرب له من الله -عز وجل-، وإذا تكبر قَصَمَه الله، ورد عمله، وليس يقبل من المتكبرين عملًا».

٨ أن يحافظ على الأدب والدعاء عند دخول المسجد وبعد دخوله، فإذا وصل إلى المسجد وضع نعليه يسار الباب أو يمينه، بحيث لا يؤذي الناس، ولا يضعهما في مدخل الباب، أو على عتباته، ثم قدم رجله اليمنى، وقال الدعاء الوارد عند دخول المسجد، «اللهم افتحْ لي أبوابَ رحمتِك» (٢).

فإذا وصل قرب الصف سلم بصوتٍ يسمَعُه القريب منه، ولا يجلس حتى يصليَ تحية المسجد ركعتين؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل أحدُكُمُ المسجدَ فلْيَركَعْ ركعتينِ قبل أن يجلِسَ» (٣).


(١) في: «رسالة الصلاة» صـ ٣٥ - ٣٦.
(٢) أخرجه مسلم (٧١٣)، وأبو داود (٤٦٥)، وابن ماجه (٧٧٢).
(٣) أخرجه مالك في قصر الصلاة في السفر (١/ ١٦٢)، والبخاري في الصلاة (٤٤٤)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧١٤)، والنسائي في المساجد (٧٣٠)، والترمذي في الصلاة (٣١٦)، وأحمد ٥/ ٢٩٥ (٢٢٥٢٣) من حديث أبي قتادة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>