للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعشر في آخره صلاة القيام، يطيلون فيها القراءة والصلاة.

ويؤخذ من هذا كله: فضل الصلاة بإحدى عشرة ركعة، وجواز الزيادة إلى ثلاث وعشرين ركعة، أو أكثر، كما يؤخذ من ذلك: أنه ينبغي زيادة الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان؛ كما قالت عائشة: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره» (١).

كما يؤخذ من ذلك: أن الأَولى لمن اقتصر على صلاة إحدى عشرة ركعة أن يحسنها ويطيلها؛ كما قالت عائشة -رضي الله عنها-: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حُسنهنَّ وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا» (٢).

كما ينبغي أن تحرص أخي الإمام- وفقك الله- في دعاء القنوت وختم القرآن على الأخذ بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة، والمأثورة عن سلف الأمة، وأن تحذر من الاعتداء في الدعاء، والإطالة فيه، وتعمُّد السجع فيه، ورفع الصوت به، وتحذر الجماعة مع رفع الصوت بالتأمين على الدعاء، فإن ذلك كله خلاف السنة، وما عند الله لا يُنال بمخالفة السنة. وقد قال الله -عز وجل- لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [الإسراء: ١١٠].

وقال -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه لما رفعوا أصواتهم بالدعاء: «اربَعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عُنق راحلته» (٣).

واعلم أخي الإمام- وفقك الله- أن تطبيق السنة مطلوب في الفرض والنفل، وشرط


(١) أخرجه مسلم في الاعتكاف (١١٧٥)، والترمذي في الصوم (٧٩٦)، وابن ماجه في الصيام (١٧٦٧)، وأحمد ٦/ ٢٥٥ (٢٦١٨٨).
(٢) أخرجه مالك في صلاة الليل (١/ ١٢٠)، والبخاري في التهجد (١١٢٧)، وفي صلاة التراويح (٢٠١٣)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (٧٣٨)، وأبو داود في الصلاة (١٣٤١)، والنسائي في قيام الليل (١٦٩٧)، والترمذي في الصلاة (٤٣٩)، وأحمد ٦/ ٣٦ (٢٤٠٧٣).
(٣) سيأتي تخريجه.

<<  <   >  >>