للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في صحتهما وقبولهما، والسنة هي الوسط- ولله الحمد- فإن أخذت بها، ووفيت للمأمومين حقهم، أحبك الله وأحبك الناس، وكان لك- إن شاء الله- بقدر أجور من يصلون خلفك.

ولا يضعف عزيمتك، ويفت في عضدك قلة المصلين خلفك، فأجرك تام بإذن الله تعالى كثُروا أم قلوا، بل قد يكون الأجر أكثر إذا قلوا؛ لأن ذلك أعظم في الاحتساب والإخلاص، ومجاهدة النفس.

ولا تغترَّ بهم إن كثُروا، واحرص على الإخلاص؛ فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «إن أكثر منافقي أمتي قُرَّاؤها» (١).

واحذر من مراعاة رغباتهم ولو كان ذلك على خلاف السنة؛ كالتخفيف في الصلاة والقراءة، والاعتداء في الدعاء، ونحو ذلك. وتذكر قوله -صلى الله عليه وسلم-: «الإمام ضامن» (٢).

واعلم أن من يصلون خلفك- إذا لم تعطِ الصلاة حقها- هم غرماؤك يوم القيامة، لهم الغُنم وعليك الغُرم؛ فاحرص- هداك الله ووفقك- على الأخذ بالسنة في الصلاة، والقراءة والدعاء، واسأل عما خفِي عليك منها، فذلك أحرى بالقبول، وأبشر بالخير إن شاء الله تعالى.

ب. يجب على الإمام الالتزام بالإمامة، وعدم التخلف إلا في حالات الضرورة، وما لا بد منه.

وليعلم الإمام أن الإمامة- كما سبق- مسؤولية عظيمة سيحاسَب عنها غدًا أمام الله -عز وجل-، وليعلم أن منهجه وطريقته في الالتزام بالإمامة أو عدمه ينعكس على جماعة المسجد


(١) أخرجه أحمد ٢/ ١٧٥ (٦٦٣٣)، والبخاري في «خلق أفعال العباد» ص (١١٨)، وابن أبي شيبة في «المصنف» ١٩/ ٧١ (٣٥٤٧٦)، والطبراني في «الكبير» ١٣/ ١٧ (٢٥) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-. قال الهيثمي في «المجمع» (٦/ ٢٣٠): «رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات، وكذلك رجال أحد إسنادي أحمد ثقات». وأخرجه أحمد ٤/ ١٥١ (١٧٣٦٧)، والبخاري في «خلق أفعال العباد» ص (١١٨)، والطبراني في «الكبير» ١٧/ ٣٠٥ (٨٤١) من حديث عقبة بن عامر -رضي الله عنه-. قال الهيثمي في «المجمع» (٦/ ٢٢٩): «رواه أحمد والطبراني، وأحد أسانيد أحمد ثقات أثبات». وصححه أحمد شاكر في تحقيقه على «المسند». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٧٥٠).
(٢) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>