للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دَاخِرِينَ} (١) [غافر: ٦٠].

٢ أنه أكرم شيء على الله تعالى؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ليس شيء أكرم على الله -عز وجل- من الدعاء» (٢).

٣ أنه سبب لمحبة الله تعالى، واندفاع غضبه -عز وجل-؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من لم يسأل الله يغضب عليه» (٣).

وكان سفيان الثوري -رحمه الله- يقول: «يا من أحبُّ عباده إليه من سأله فأكثرَ سؤالَه، ويا من أبغضُ عباده إليه من لم يسأله، وليس كذلك غيرك يا رب» (٤).

قال الشاعر:

لا تسألنَّ بُنَيَّ آدمَ حاجةً … وسَلِ الذي أبوابُه لا تُحجَبُ

فاللهُ يغضبُ إن تركتَ سؤالَهُ … وبُنَيُّ آدمَ حِينَ يُسألُ يَغضَبُ (٥)

قال ابن القيم (٦): «والرب تعالى كلما سألتَه كرُمت عليه، ورضي عنك وأحبك، والمخلوق كلما سألته هُنتَ عليه، وأبغضك، ومَقَتَكَ وقَلاك، وقبيحٌ بالعبد أن يتعرض لسؤال العبيد، وهو يجد عند مولاه كل ما يريد».


(١) أخرجه أبو داود في الوتر (١٤٧٩)، والترمذي في التفسير (٢٩٦٩، ٣٢٤٧)، وفي الدعوات (٣٢٧٢) وابن ماجه في الدعاء (٣٨٢٨). قال الترمذي في المواضع الثلاثة: «حسن صحيح». وصححه الألباني في «أحكام الجنائز» (١٢٤).
(٢) أخرجه الترمذي في الدعوات (٣٣٧٠)، وابن ماجه في الدعاء (٣٨٢٩)، وأحمد ٢/ ٣٦٢ (٨٧٤٨)، وابن حبان ٣/ ١٥١ - ١٥٢ (٨٧٠)، والحاكم (١/ ٤٩٠). وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووفقه الذهبي. وحسنه الألباني في «التعليقات الحسان» (٨٦٧).
(٣) أخرجه الترمذي في الدعوات (٣٣٧٣)، وأحمد ٢/ ٤٤٢ (٩٧٠١)، والبخاري في «الأدب المفرد» (٦٥٨). وصححه الألباني في تحقيقه «الأدب المفرد».
(٤) أخرجه الحكيم الترمذي في «نوادر الأصول» (٢/ ٢٨٤).
(٥) البيتان مجهولا النسبة، انظر: «شعب الإيمان» للبيهقي (٢/ ٣٥)، و «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي (٥/ ١٦٤)، و «تفسير ابن كثير» (١/ ٣٩).
(٦) في «مدارج السالكين» (٢/ ١٣١).

<<  <   >  >>