للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقول: «حسبنا الله ونعم الوكيل»؛ قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: ١٧٣، ١٧٤].

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: «حسبنا الله ونعم الوكيل» قالها إبراهيم حين أُلقي في النار، وقالها محمد حين قالوا له: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}» (١).

وقد وعد الله -عز وجل- بتثبيت المؤمنين، وأمرهم بالثبات، قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: ٢٧]، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: ٦٦]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} [الأنفال: ٤٥].

٤ الاستعانة بالصبر والصلاة:

قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٤٥]، وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [أل عمران: ٢٠٠]، وقال تعالى: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: ١١٠].

وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر فزِع إلى الصلاة (٢).

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر» (٣).


(١) أخرجه البخاري في التفسير (٤٥٦٣).
(٢) أخرجه أبو داود في الصلاة (١٣١٩)، وأحمد ٥/ ٣٨٨ (٢٣٢٩٩)، والطبري في «جامع البيان» (١/ ٦١٨) من حديث حذيفة -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه الترمذي في الفتن (٢٢٦٠). قال الترمذي: «حديث غريب». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٩٥٧).

<<  <   >  >>