للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التفرق والاختلاف، وظهور الفِرَق والجماعات، هذا من أعظم الفتن، وهذا شيء أخبر عنه الرسول -صلى الله عليه وسلم-»، ثم ذكر حديث العرباض بن سارية -رضي الله عنه-.

وقال أيضًا حفظه الله تعالى: «من أسباب النجاة: لزوم جماعة المسلمين، والبعد عن الانتماء للفِرق، والجماعات المخالفة لما كان عليه سلف هذه الأمة؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول في الفرقة الناجية: «هم من كان على مِثل ما أنا عليه وأصحابي».

قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله» (١).

نعم، سيكون هناك من يهون من شأنهم، من يجهلهم، من يستغفلهم، من يقول: هؤلاء ناس صالحون، ولكن ما يعرفون الواقع، ولا يعرفون كذا، كل هذا يجب على المسلم ألا يلتفت إليه، «وهم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» لا نجاة إلا بهذا: لزوم جماعة المسلمين «وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة».

والنبي -صلى الله عليه وسلم- في أكثر من حديث حثنا على أن نكون مع الجماعة المتمسكة بطريقة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وطريقة أصحابه، وطريقة سلف الأمة؛ لأن سلف هذه الأمة أدرى وأقرب للحق ممن جاء بعدهم» (٢).

وسأل عمرو بن ميمون التابعي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن الجماعة؟ فقال له عبد الله: «الجماعة ما وافق الحق، وإن كنت وحدك» (٣).

٨ التفقه في الدين:

التفقه في الدين أن يعقل المؤمن ويفهم ويعرف أحكام دينه، وما يجب عليه وما يحرُم، وما ينبغي وما لا ينبغي، حتى يتعبد لله تعالى على بصيرة من أمره، ويعرف الحكم فيما


(١) أخرجه مسلم في الإمارة (١٩٢٠)، وأبو داود في الفتن والملاحم (٤٢٥٢)، والترمذي في الفتن (٢٢٢٩)، وابن ماجه في المقدمة (١٠)، وأحمد ٥/ ٢٧٩ (٢٢٤٠٣) من حديث ثوبان -رضي الله عنه-.
(٢) «الفقه في الدين عصمة من الفتن» (ص ٣٥ - ٣٧).
(٣) أخرج الطبراني في «مسند الشاميين» ١/ ١٣٨ (٢٢٠)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» ١/ ١٢١ (١٦٠) عن عمرو بن ميمون، أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك». وانظر: «الفقه في الدين عصمة من الفتن» للشيخ صالح الفوزان ص (٥١).

<<  <   >  >>