للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعرِض له من مشكلات، وما يُعرض عليه من الفتن؛ لأن من أعظم أسباب الوقوع في الفتن الجهل في الدين.

وقد حث الله -عز وجل- ورغب في الفقه في الدين، فقال تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: ١٢٢].

وأثنى الله -عز وجل- على أهل الفقه في الدين الذين عرفوا الحق واتبعوه قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: ٦، ٧]، أي: أنعمت عليهم بمعرفة الحق واتباعه.

وقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [النساء: ٦٩]، أي: أنعم الله عليهم بمعرفة الحق والأخذ به.

ووصف الله -عز وجل- المنافقين بأنهم لا يفقهون؛ أي: لا يفهمون أحكام الله -عز وجل-.

فعلى كل مسلم أن يتفقه في دينه، ليعرف الحق فيأخذ به ويكون مع أهله، ويحذر الباطل وأهله، فينجو بإذن الله تعالى من الفتن.

قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: «فكل مؤمن وكل مؤمنة في هذه الدنيا في أشد الحاجة إلى التفقه في الدين، والتبصر، حتى يعلم حكم الله في جميع أعمال المكلَّفين، وحتى يسير على بصيرة، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتفقه في الدين بالعناية بكتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، كما تفقه من قبلنا من الصحابة ومن بعدهم» (١).

وهذا يوجب العناية والاهتمام بتربية الأولاد والأهل على الفقه في الدين، وتبصيرهم في أمر دينهم، والثبات عليه حتى لا تعصف بهم الفتن التي تعرض لهم.

كما يوجب هذا العملَ على تبصير الناس كلهم في أمور دينهم للنجاة من الفتن؛ لأن من أعظم أسباب الوقوع في الفتن الخلل في منهج التلقي وعدم تربية الأجيال على العقيدة الصحيحة، والدين القويم.

٩. التوبة والإنابة إلى الله تعالى، وكثرة الاستغفار والذكر:

قال تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [الزمر:


(١) انظر: «الفقه في الدين عصمة من الفتن» ص ٤٥ - ٤٦.

<<  <   >  >>