للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ماء» (١).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر» (٢).

ولهذا قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء» (٣)، قال الشاعر:

تعزَّ فلا شيء على الأرض باقيًا … ولا وزر مما قضى الله واقيَا (٤)

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-:

لا شيء مما ترى تبقى بشاشته … يبقى الإله ويفنى المال والولدُ (٥)

وقال أبو الحسن التهامي لما مات ابنه (٦):

حكم المَنيةِ في البريَّة جارِ … ما هذه الدنيا بدار قرارِ

طبعت على كدر وأنت تريدها … صفوًا من الأقذاء والأكدارِ

ومكلِّف الأيامِ ضدَّ طباعها … متلمس في الماء جذوةَ نارِ

وإذا رجوت المستحيل فإنما … تبني الرجاء على شفير هارِ

فالعيش نوم والمنية يقظة … والمرء بينهما خيال سارِ

والنفس إن رضيت بذلك أو أَبَتْ … منقادة بأزمَّة الأقدارِ


(١) أخرجه الترمذي في الزهد (٢٣٢٠)، وابن ماجه في الزهد (٤١١٠). وقال الترمذي: «حديث صحيح غريب». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٦٨٦، ٩٤٣).
(٢) أخرجه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٥٦)، والترمذي في الزهد (٢٣٢٤)، وابن ماجه في الزهد (٤١١٣)، وأحمد ٢/ ٣٢٣ (٨٢٨٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه البخاري في الرقاق (٦٤١٦)، والترمذي في الزهد (٢٣٣٣).
(٤) البيت لم يسم قائله. انظر: «الجني الداني في حروف المعاني» ص (٢٩٢)، و «أوضح المسالك» (١/ ٢٧٥)، «المغني» (٢/ ٦١٢).
(٥) انظر: «الإمتاع والمؤانسة» ص (٣٤٧)، «العمدة في محاسن الشعر وآدابه» (١/ ٣٤). والبيت ورد في عدة مصادر مع اختلاف فيه، ولم ينسب لقائل.
(٦) انظر: «ديوانه» ص (٤٨).

<<  <   >  >>