للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن رَضِيَ الحياة بغيرِ دينٍ … فقد جعلَ الفناءَ له قَرينَا (١)

ثانيًا: الاعتصام بحبل الله جميعًا، والاجتماع على الحق، والحفاظ على وحدة الأمة، كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: ١٠٣].

ثالثًا: الأخذ بأسباب القوة المادية، اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: ٦٠].

فلا محل للضعيف بين الأمم اليوم، وقد سادت شريعة الغاب!

قال الشاعر (٢):

فلا مُنعت دارٌ ولا عَزَّ أهلُها … من الناسِ إلا بالقَنَا والقَنابل

وقال زُهير (٣):

ومن لم يَذُدْ عن حوضِه بسلاحهِ … يُهَدَّمْ، ومن لا يظلمِ الناسَ يُظلَمِ

رابعًا: التعاون على حفظ الأمن بين ولاة الأمور، وبين أفراد المجتمع كلهم، كل في موقعه؛ لأنهم جميعًا في سفينة واحدة، إذا غرِقت غرق الجميع.

فيجب أن يكون الجميع عيونًا ساهرة؛ لحفظ الأمن في البلاد، وألا نسمح لأي متربصٍ يريد إيجاد الفُرقة بيننا، والإخلال في أمن بلادنا بقول أو فعل، ونقف له بالمرصاد، وننبذ الشائعات والأراجيف، نُميتها في مهدها، ونتعاون على البر والتقوى، ونتواصى بالحق ونتواصى بالصبر، فالأمن مسؤولية الجميع.


(١) البيتان لمحمد إقبال. انظر: «ديوانه» (ص ١٠٣).
(٢) انظر: «شرح حماسة أبي تمام» للفارسي (٢/ ١٥٧).
(٣) انظر: «ديوانه» (ص ١١١).

<<  <   >  >>