للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالأولى أن يقرأ القرآن في سبع، أو في ثلاث، ولا يزيد على ذلك، وهذا ما عليه أكثر أهل العلم من السلف وغيرهم، وقد كره بعضهم أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث؛ منهم: معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، وأبو عبيد، وإسحاق (١).

قال النووي (٢): «أكثر السلف يختمه في سبع»، وقال السيوطي (٣): «وهذا أوسط الأمور وأحسنها، وهو فعل الأكثر من الصحابة وغيرهم».

وقال الآجري (٤): «القليل من الدرس للقرآن مع التفكر فيه وتدبره أحب إليَّ من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه، وظاهر القرآن يدل على ذلك، والسنة وقول أئمة المسلمين».

وقال ابن تيمية: «قراءة القرآن على الوجه المأمور به تُورِث القلب الإيمان العظيم، وتَزيده يقينًا وطمأنينة وشفاء» (٥).

وقال ابن القيم (٦): «فقراءة آية بتفكر خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان، وذوق حلاوة القرآن».

وقال ابن الجزري (٧): «الصحيح- بل الصواب- ما عليه معظم السلف، وهو أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من السرعة مع كثرتها».

وبِناءً على ما سبق: فمن قرأ القرآن في سبع أو في ثلاث اجتمع له أمران:

الأول: الأخذ بالسنة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: «فاقرأه في سبع ولا تَزِدْ»، وفي رواية: فما زال حتى قال: «في ثلاث»، وفي الحديث الآخر قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يفقه من


(١) انظر: «مصنف عبد الرزاق» ٣/ ٣٥٤ (٥٩٥٠)، و «فضائل القرآن» لأبي عبيد ص (١٨٠)، و «مصنف ابن أبي شيبة» ٥/ ٥١٠ (٨٦٦٦)، و «مختصر قيام الليل» لمحمد بن نصر المروزي ص (١٥٥)، و «فضائل القرآن» لابن كثير ص (٢٥٤).
(٢) في «الأذكار» ص ٨٥، وفي «التبيان» ص ٤٥.
(٣) في «الإتقان» ١/ ١٣٧.
(٤) في «آداب حملة القرآن» ص ٨٢.
(٥) «مجموع الفتاوى» ٧/ ٢٨٣.
(٦) في «مفتاح دار السعادة» ص ٢٢١.
(٧) في «النشر» ١/ ٢٩٧.

<<  <   >  >>