للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشأن الصلاة في الإسلام أعظم وأعظم، ومنزلتها فيه أهم، ومكانتها فيه أكبر؛ حيث «فرضها الله -عز وجل- على رسوله -صلى الله عليه وسلم- بدون واسطة، من فوق سبع سموات، ليلة أُسرِيَ به -صلى الله عليه وسلم- إلى بيت المقدس، وعُرِجَ به إلى السماء» (١).

وهي أول فرائض الإسلام، وأعظمها، وثاني أركانه بعد الشهادتين، وهي عمود الإسلام، وأجلُّ مبانيه العِظام، وركنه الرَّكين الذي لا يقوم بدونه، وقُطب رَحاه الذي يدور عليه.

عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: «رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذِروة سَنامِه الجهادُ» (٢).

قال الإمام أحمد -رحمه الله- (٣): «ألستَ تعلم أن الفُسطاط إذا سقط عموده سقط الفسطاط، ولم ينتفع بالطُّنُب، ولا بالأوتاد؟ فكذلك الصلاة من الإسلام».

وهي أعظم العبادات، وأجلها، وأوجبها، وآكدها، وأفضل الذكر، وجماع الخيرات، وشعار التمسك بالقرآن، والصلاح، والإصلاح. قال الله تعالى مخاطبًا لنبيه موسى -عليه السلام-: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: ١٤].

وقال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [الأنبياء: ٧٣]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف: ١٧٠].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «استقيموا، ولن تُحْصُوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاةُ، ولا يحافظ على


(١) أخرجه البخاري في التوحيد (٧٥١٧)، ومسلم في الإيمان (١٦٢)، والنسائي في الصلاة (٤٥٠)، وابن ماجه في إقامة الصلاة، والسنة فيها (١٣٩٩)، وأحمد ٢/ ١٤٨ - ١٤٩ (١٢٥٠٥) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه الترمذي في الإيمان (٢٦١٦)، وابن ماجه في الفتن (٣٩٧٣)، وأحمد ٥/ ٢٣١ (٢٢٠١٦). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٣٢٨٤)، وفي «الإرواء» (٤١٣).
(٣) في «رسالة الصلاة» ص ١٦ فقرة (٢٠).

<<  <   >  >>