للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوضوء إلا مؤمنٌ» (١).

وهي آخر ما يُفقد من الدين، فهي أول الإسلام وآخره، قال -صلى الله عليه وسلم-: «أولُ ما تَفقِدون من دِينِكُمُ الأمانةُ، وآخرُ ما تفقدون من دينكم الصلاةُ» (٢).

قال الإمام أحمد -رحمه الله- (٣): «فصلاتنا آخرُ دِيننا، وهي أول ما نُسأل عنه غدًا من أعمالنا، فليس بعد ذهاب الصلاةِ إسلامٌ ولا دين، فإذا صارت الصلاة آخرَ ما يذهب من الإسلام، فكل شيءٍ يذهب آخِرُه فقد ذهب جميعُه، فتمسكوا رحمكم الله بآخرِ دِينكم».

عظَّم الله -عز وجل- شأنها، فأوجب التطهر لها من الحدث الأصغر والأكبر، ومن النجاسات، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: ٦]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَقبَلُ الله صلاةً بغيرِ طهورٍ» (٤).

وجعلها -عز وجل- من أجلِّ صفات المؤمنين والمتقين في مواضعَ كثيرةٍ من كتابه المبين، كما قال تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: ٣]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: ٥٥]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [الأنعام: ٩٢]، وقال


(١) أخرجه ابن ماجه في الطهارة وسننها (٢٧٧)، وأحمد ٥/ ٢٧٦ - ٢٧٧ (٢٢٣٧٨) من حديث ثوبان -رضي الله عنه-. وأخرجه ابن ماجه في الموضع السابق (٢٧٨) من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-. وصححه الألباني في «الإرواء» (٤١٢).
(٢) أخرجه الخرائطي في «مكارم الأخلاق» (١٧١)، وابن الجارود في «المنتقى» (٧٧)، وتمام الرازي في «الفوائد» ١/ ٨٤ (١٩١)، والضياء في «المختارة» (١/ ٤٩٥) من حديث أنس -رضي الله عنه-. وحسنه الألباني في «الصحيحة» (١٧٣٩).
(٣) في «رسالة الصلاة» ص ١٧، فقرة (٢١).
(٤) أخرجه مسلم في الطهارة (٢٢٤)، والترمذي في الطهارة (١)، وابن ماجه في الطهارة (٢٧٢) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-. وأخرجه أبو داود في الطهارة (٥٩)، والنسائي في الطهارة (١٣٩) من حديث أبي المَليح، عن أبيه أسامة بن عمير الهُذَلي -رضي الله عنه-. وأخرجه ابن ماجه في الطهارة وسننها (٢٧٣) من حديث أنس -رضي الله عنه-، (٢٧٤) من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>