للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسلم، يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يَفضَحْه، ولو في جوف بيته» (١).

سادسًا: أن يسعى كل مسلم في الدفاع عن إخوانه المسلمين في دينهم، وفي دمائهم، وأموالهم، وأعراضهم.

ويحذر كل الحذر من خِذلان أحد من إخوانه المسلمين في موقف يستطيع فيه نُصرته، والذب عنه.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «انصُرْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا». فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: «تحجُزه، أو تمنعه من الظلم؛ فإن ذلك نَصرُه» (٢).

وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من رد عن عِرْض أخيه المسلم، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة» (٣).

وعن جابر بن عبد الله وأبي طلحة الأنصاري -رضي الله عنهم-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من امرئ يخذُل امرأً مسلمًا في موضعٍ تُنتهك فيه حُرمتُه، ويُنتقص فيه من عِرضه إلا خذله الله في موضع يحب فيه نصرته، وما من امرئٍ ينصر امرأً مسلمًا في موضع يُنتقص فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في مواطنَ يحب نصرته فيها» (٤).

وهذا يجسد قوله -صلى الله عليه وسلم-: «مثل المؤمنين في توادِّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسهر» (٥).


(١) أخرجه أبو داود في الأدب (٤٨٨٠)، وأحمد ٤/ ٤٢٠ (١٩٧٧٦). وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٧٩٨٤) من حديث أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه البخاري في المظالم (٢٤٤٤)، وفي الإكراه (٦٩٥٢)، والترمذي في الفتن (٢٢٥٥)، وأحمد ٣/ ٩٩ (١١٩٤٩) من حديث أنس -رضي الله عنه-. وأخرجه مسلم في البر والصلة (٢٥٨٤) من حديث جابر -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه الترمذي في البر والصلة (١٩٣١)، وأحمد ٦/ ٤٤٩ (٢٧٥٣٦) من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-. قال الترمذي: «حديث حسن». وضعفه الألباني في «الضعيفة» (٥٨٠).
(٤) أخرجه أبو داود في الأدب (٤٨٨٤). وضعفه الألباني في «الضعيفة» (٦٨٧١).
(٥) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>