للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى عن مشركي هذه الأمة: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة: ١٧٠]، وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [المائدة: ١٠٤].

وقال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [لقمان: ٢١]، وقال تعالى: {قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (٢٢) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: ٢٢، ٢٣].

وقال تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} [الأعراف: ٧٠]، وقالوا: {مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ} [سبأ: ٤٣]، وقال تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (٦٩) فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ} [الصافات: ٦٩، ٧٠]، وقال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا} [الأعراف: ٢٨].

ولقد كانت العصبية القبلية سببًا لموت أبي طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- على الكفر، والذي كانت له الأيادي البيضاء في كفالة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، والدفاع عنه، ومنع المشركين من الوصول إليه، وأذيته في حياته، فهو يقول:

ولقد علِمتُ بأن دين محمدٍ … من خيرِ أديانِ البَرِيَّةِ دِينَا

لولا الملامةُ أو حِذار مَسَبَّة … لوجدتني سمحًا بذاك مُبينَا (١)

ويقول:

لقد علِموا أن ابنَنَا لا مكذَّبٌ … لدينا ولا يُعنى بقولِ الأباطلِ

فو الله لولا أن أجيءَ بسُبةٍ … تجرُّ على أشياخِنا في المحافل

لكنَّا اتبعناه على كل حالةٍ … من الدهرِ جدًّا غير قول التهازُل (٢)


(١) انظر: «شرح الطحاوية» ٢/ ٤٦١، «ديوان أبي طالب» ص ١٠٨.
(٢) انظر: «ديوان أبي طالب» ص ١٢٨، «السيرة النبوية» لابن هشام ١/ ٢٩٩، «الحماسة المغربية» ١/ ١٠٤.

<<  <   >  >>