للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِنَمِيمٍ} [القلم: ١٠، ١١]

٤. حفظه من الغِيبة والنميمة، والطعن واللعن، والفحش والبذاءة، والسب والشتم، ونحو ذلك، قال تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: ١٢].

وقال -صلى الله عليه وسلم- يومًا لأصحابه: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذِكرُك أخاك بما يكره» قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه» (١).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء» (٢).

٥ حفظه من شكوى الحال إلى غير الله تعالى عند أي مصاب، ومن كثرة التشكي عند تقلب الأحوال من حر وبرد وغير ذلك، كما هو ديدن الكثيرين اليوم، وهذا- مع ما يوحي به من عدم تذكر نعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى- أمر لا ينبغي، ويخشى أن يكون من سب الدهر؛ قال تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: ٣٤، النحل: ١٨]، وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى ما يحبُّ قال: «الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحاتُ»، وإذا رأى ما يكره قال: «الحمدُ لله على كلِّ حالٍ» (٣).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «عجبًا لأمر المؤمن؛ إنَّ أمرَه كلَّه له خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ: إن أصابته سرّاءُ شَكَرَ؛ فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاءُ صَبَرَ؛ فكان خيرًا له» (٤).

٦ حفظه من القيل والقال، ونقل الشائعات والأخبار، والخوض بما لا فائدة فيه من الكلام والمغالطات، ومجاراة السفهاء، سواء في المجالس والمنتديات، أو في وسائل


(١) أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٨٩)، وأبو داود في الأدب (٤٨٧٤)، والترمذي في البر والصلة (١٩٣٤)، وأحمد ٢/ ٢٣٠ (٧١٤٦) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه الترمذي في البر والصلة (١٩٧٧)، وأحمد ١/ ٤٠٥ (٣٨٣٩) من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-. قال الترمذي: «حسن غريب». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٣٢٠).
(٣) أخرجه ابن ماجه في الأدب (٣٨٠٣) من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
(٤) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>