اللهم إلا إذا كان يحصل في هذه الأفراح ما لا يرضاه من الغناء والمعازف وغير ذلك، فهو معذور في عدم الإجابة وترك الحضور.
٢ لا ينبغي تخصيص الأغنياء وذوي الجاه والسلطان ونحوهم بالدعوة، دون الفقراء والضعفاء، حتى من الأقارب والجيران والمعارف وغيرهم، كما يفعله بعض أرباب المصالح، وأهل المباهاة والمفاخرة، قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: «شر الطعام طعام الوليمة، يُدعى له الأغنياءُ دون الفقراء»(١).
ومع أن هذا الأمر- ولله الحمد- ليس كثيرًا، لكن ينبغي أن يحرص المسلم على دعوة من لهم حق عليه، ومن يؤجر بدعوته إياهم، أيًّا كان حالهم؛ من الأقارب والجيران والمعارف؛ لتكون دعوته لهم من باب أداء حقهم وصلتهم، وأجرًا وغنيمة.
٣ تفادي المشقة على المدعوين باختيار مكان للدعوة يشق عليهم الوصول إليه بسبب بُعده، وعدم معرفتهم موقعه، ونحو ذلك- كما يفعله بعض من لم يقدر لهذا الأمر قدْره- وذلك لأن من أعظم الإكرام للمدعوين اختيار المكان القريب المناسب لهم، والتيسير عليهم، ورفع المشقة والكلفة عنهم، وإلا صار الإكرام إهانة.
وكثير من الناس لا يعطي هذا الجانب أي اعتبار، فيستأجر لاعتبارات لا قيمة لها قاعة للأفراح في غرب البلد، والزوجان والمدعوون كلهم في شرق البلد، أو العكس، ونحو ذلك، والناس عندما يجيبون الدعوة لا يأتون من أجل الأكل، وإنما أداءً لحق الداعي، وإكرامًا له، فالواجب عليه التيسير عليهم، وتفادي المشقة عليهم، فهذا غاية الإكرام لهم.
٤ تفادي المشقة على المدعوين بتأخير تقديم الطعام لهم، واضطرارهم إلى طول الجلوس والانتظار، فللناس ظروفهم الخاصة، وحاجاتهم، ومشاغلهم.
(١) أخرجه مالك في النكاح (٢/ ٥٤٦)، والبخاري في النكاح (٥١٧٧)، ومسلم في النكاح (١٤٣٢)، وأبو داود في الأطعمة (٣٧٤٢)، وابن ماجه في النكاح (١٩١٣)، وأحمد ٢/ ٢٤٠ (٧٢٧٩).