كتاب مراقي العزة ومقومات السعادة

وقفات خمس في: حسن الخلق - الوقفة الرابعة في: الأسباب المعينة على حسن الخلق - ص: 556

يُعطَه، ومن يتوقَّ الشرَّ يُوقَه» (١).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملِك نفسه عند الغضب» (٢).

وجاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: دُلَّني على عملٍ يُدخِلني الجنة. قال: «لا تغضَبْ» فردد مرارًا، قال: «لا تغضَب» (٣).

قال الشاعر:

بعلمٍ وحلمٍ سادَ في قومِه الفَتَى … وكونك إياه عليك يَسيرُ (٤)

وقال الآخر:

ولم أجد الأخلاق إلا تخلقًا … ولم أجد الأفضال إلا تفضلًا (٥)

وقال الآخر:

وما المرء إلا حيثُ يجعَلُ نفسَه … فكن طالبًا في الناسِ أعلى المَراتبِ (٦)

وقال الآخر:

وما المرءُ إلا حيثُ يجعَلُ نفسَه … ففي صالحِ الأعمالِ نفسَك فاجعَلِ (٧)

---

(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في «الحلم» ص (٢٠)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١٠/ ١٨٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٦/ ٤٤٢) من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-. وحسنه الألباني في «الصحيحة» (٣٤٢).
(٢) أخرجه مالك في حسن الخلق (٢/ ٩٠٦)، والبخاري في الأدب (٦١١٤)، ومسلم في البر والصلة (٢٦٠٩)، وأحمد ٢/ ٢٣٦ (٧٢١٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٣) أخرجه البخاري في الأدب (٦١١٦)، والترمذي في البر والصلة (٢٠٢٠)، وأحمد ٢/ ٤٦٦ (١٠٠١١) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٤) انظر: «شرح الشواهد الشعرية» ١/ ٤٠٤.
(٥) البيت لأبي تمام حبيب بن أوس. انظر: «موسوعة الأخلاق» للخراز ص (٤٩)، و «صيد الأفكار، في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال» للقاضي: حسين بن محمد المهدي (١/ ٦٩٠).
(٦) البيت لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه-. انظر: «ديوانه» ص (١٥).
(٧) البيت لأبي الحارث جمّين. انظر: «البغال» للجاحظ ص (٣٤). أو لأبي المياح العبدي. انظر: الحماسة البصرية (٢/ ٢٣).