للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد اختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية (١)، والشيخ محمد بن صالح العثيمين (٢) -رحمهما الله-.

وبِناءً على هذا الاختلاف في حكم الأضحية، فالأَولى: عدم تركها لمن كان ذا سعة، أما من لم يكن ذا سعة، فلا ينبغي أن يشق على نفسه، فقد ضحى النبي -صلى الله عليه وسلم- عمن لم يضحِّ من أمته صلوات الله تعالى وسلامه عليه.

هذه الأعمال الخمسة: التكبير، والحج، وصيام عرفة، وصلاة العيد، والأضحية تتأكد مشروعيتها في هذه الأيام العشر.

وينبغي للمسلم فيها- بعد المحافظة على الفرائض والواجبات، وترك المنهيات- الإكثار من الأعمال الصالحة؛ من النوافل، من الصلاة والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والصيام، والذكر، وقراءة القرآن، والدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإصلاح بين الناس، وغير ذلك من أعمال البر والخير.

وأفضل الأعمال بعد الأعمال الخمسة التي تتأكد في هذه الأيام العشر: ما كان متعديًا نفعه إلى الآخرين؛ كالدعوة إلى الله تعالى، وتعليم القرآن الكريم والعلم، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، والصدقة، وصلة الأرحام، والإصلاح بين الناس، وغير ذلك من الأعمال التي يتعدى نفعها إلى المسلمين، التي هي أفضل من الأعمال التي لا يتعدى نفعها؛ مثل: الصيام والقيام ونحو ذلك.

والموَفَّقُ من جمع بين هذا وهذا.

وإذا كان الإنسان إذا صام لا يستطيع القيام بهذه الأعمال بسبب النوم أو غير ذلك، فالأولى ألا يصوم ويتفرغ لهذه الأعمال؛ فهي أفضل وأجل وأعظم.

ومثل هذا يقال للمرأة التي تصوم وتقصر في خدمة زوجها وأولاده، بسبب النوم أو غير ذلك، فقيامها بخدمة زوجها وأولاده أولى لها، وأفضل من الصوم، بل أحق وأوجب.


(١) انظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية ٢٣/ ١٦٢.
(٢) انظر: «الشرح الممتع» ٧/ ٤٧٩.

<<  <   >  >>